مدونة د. محمد فيصل باحميش


فلسفة القرآن في التعامل مع لحظات والانكسار د.محمظ فيصل باحميش

الدكتور محمد فيصل باحميش | Dr.mohammed faisal bahamish


03/01/2022 القراءات: 2949  


*🏮فلسفة القرآن في التعامل مع لحظات الانكسار !!:*
*بقلم✍️د.محمد فيصل باحميش*

*قال تعالى:(( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)).*

القرآن الكريم له فلسفة تربوية خاصة في التعامل مع لحظات الانكسار ودخول الروح المعنوية دوامة التأزم النفسي، فهو لا يتعامل مع الحالة الشعورية السلبية للأفراد بنوع من الصلف التربوي ليزيد من شرخ الشرود النفسي وإبقاء المنكسر طويلاً في سرداب جلد الذات والاستسلام لمعاول الطرق وعدم الاتزان النفسي، وإنما يترفع السياق القرآني فوق جراح الواقع المرير ويضرب حالة التقهقر في تنفيذ مهام حفظ الثوابت والقيم بعرض حائط التسامح لتوليد السلام الداخلي والنظر إلى المستقبل بعدسة الأمل ليغرس في الفرد ثقافة النهوض من كبوة النكسات وحتى يتمكن الفرد من السيطرة على انفعالاته والوقوف على قدمي التوازن والخروج السريع من مربع الانهيار النفسي.

ولأن قاموس التأهيل القرآني لا يتوفر على مفردات التقريع النفسي والتأنيب الروحي، فقد تعامل باحترافية مع لحظات الانتكاسة التي منيت بها كتيبة الذود عن حمى القيم الإسلامية الوليدة، فبالرغم من أن عناصر المقاومة الإسلامية خرجت من ساحة النزال القيمي وهي تجر أذيال الخيبة وتتجرع علقم الخسارة، فقد ضرب سيف الكراهية العمق النفسي لأمة الثبات والتوازن وخلصت سهام الحقد إلى سيد الخلق حتى سالت دماء الطهر والشرف العقائدي على تراب الممانعة الأحدية؛ إلا أن السياق القرآني لم يستثمر ذلك الظرف القاهر ليحقق مكتسبات الانتصار الشخصي، ويوسع هوّة الهزيمة ويعمق جراحهم النفسية بتجريعهم غصص العتاب النفسي والألم المعنوي، وإنما عمل على مداواة تلك الجراح الغائرة بعبارات جبر الخاطر، وعمل على رفع منسوب الثقة بالنفس لإعادة منظومة التوازن النفسي إلى مرحلة الاستقرار لتتمكن كتيبة الدفاع عن قيم الإنسانية من تجاوز تلك الكبوة التي عصفت بتاريخهم، واستعادة زمام المبادرة الأخلاقية وقيادة سفينة المجتمع إلى شاطئ الانضباط السلوكي.

أيها الأب الرائع يا من تضع لبنة الصلاح الأسري على قواعد البناء المجتمعي، وأنت أيها التربوي القدير يا من تمسك بمشعل التوجيه النفسي لبراعم المستقبل وصناع النهضة، قد يخرج البرعم عن مسار الاستقامة السلوكية ويتعثر بحواجز الرفقة السيئة، فطالما هو يتقمص ثياب الإنسانية فسوف تتوارى قيم الطهر والعفة خلف كثبان الرغبة في التغريد خارج سرب البروتوكول الانضباطي؛ إياك أن تمسك بسوط التعذيب الجسدي والتعنيف النفسي؛ بل قم باحتضان ذلك البرعم بأذرع المحبة، وداعب روحه المنكسرة بأنامل المواساة التحفيزية، وضمد جراحه النفسية بالاتكاء على جدران الإرث السلوكي المشرق الذي حفره على صخر الاستقامة المجتمعية، فإذا شعر بالطمأنينة وعاد إليه سلامه النفسي؛ قم بوضع خارطة طريق إنسانية لإخراجه من ذلك المستنقع السلوكي الموحل والمليئ برواسب الخروج عن أطر الفطرة الذي أوقعته فيه طبيعته البشرية، وغير من أساليبك التربوية حتى لا يُصاب بقفلة الاستجابة ويبحث عن إشباع النزوات بالالتفاف غير المشروع على لوائح الضبط السلوكي.


فلسفة القرآن في التعامل مع لحظات الانكسار


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


شكرا على هذا المقال القيم . هو ذاك فالمؤمن او حالة الايمان و ما تتطلبه من علم و معرفة و دراية تحقق اليقين و الطمأنينة و المرتبطة بحالة من المواظبة على الصالح من الاعمال . واكبها تبشير من الله سبحانه لعباده الصالحين


بارك الله فيك أستاذ محمد ..فعلا كلامك في محله