مدونة الباحث/ محمد إبراهيم محمد عمر همد


المجاز المرسل في اللغة التِّگْرَايِتْ

الباحث/ محمد إبراهيم محمد عمر همد |


06/07/2024 القراءات: 463  



المجاز المرسل: وهو لفظ استعمل في غير ما وضع له لعلاقة غير المشابهة، مع إيراد قرينة مانعة تمنع من إرادة المعنى الأصلي.(1) علاقات المجاز المرسل: سمي المجاز المرسل بالمرسل لعدم تقييده بعلاقة المشابهة، ومع ذلك فله عدَّة علاقات تجمع بين المعنيين الأصلي والمجازي، ومن تلك العلاقات المشتركة بين اللغتين: الجزئيَّة: وفيها يسمى الشيء باسم شيء هو جزء منه.(2) ومنها في العربيَّة ما جاء في قوله تعالى: {وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}.(3)ومنها في اللغة التِّگْرَايِتْ قول الشاعر محمد فرج: إدَيْ هَبْنَا وعِنْتَاتْ كَإبَّا شَعَبْنَا حَلِيبْ أسْتـࣹـيْنَا الترجمة: يقول الشاعر في معرض حديثه عن تضحياته من أجل تحرير بلاده: أعطينا(هَبْنَا) (أيدٍ)(إدَيْ) و(عيون)(عِنْتَاتْ)، لذلك(كَإبَّا) سقينا(أسْتـࣹـيْنَا) شعبنا(شَعَبْنَا) حليباً(حَلِيبْ). الشاهد في هذا البيت: أطلق الشاعر الأيدي والعيون وأراد أصحابها الشهداء، مجاز مرسل علاقته الجزئيَّة. الآليَّة: وفيها يسمى الشيء باسم آلته،(4) ومنها قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ}.(5) ومنها في اللغة التِّگْرَايِتْ قول الشاعر حامد عبدالله(عنجه): فَجِرْ لَبشَرْ لِجَّمَعْ يِيْ لِتْعَدَّد أرْوايْنا إدَيْ بِنَا وَنِسَّالْ إبُّهْ يِي قَرِّدْ فَتَايْنَا الترجمة: يفخر الشاعر بقبيلته فيقول: غداً(فَجِرْ) يجتمع(لِجَّمَعْ) البشر(لَبشَرْ) فلن تحصى(يِيْ لِتْعَدَّد) غنائمنا(أرْوايْنا)، ولنا(بِنَا) يد(إدَيْ)ولسان(نِسَّالْ) كيف لا يفرح (إبُّهْ يِي قَرِّدْ) محبوبنا (فَتَايْنَا). والمعنى أننا عندما يجتمع البشر للفخر فلن تحصى غنائمنا، فنحن أصحاب قوة وفصاحة. الشاهد في البيت السابق: أطلق الشاعر اليد وأراد القوة، كما أطلق اللسان وأراد الفصاحة والطلاقة في الكلام، وكلاهما مجازان مرسلان علاقتهما الآليَّة، فاليد هي الآلة للقوة، واللسان هو آلة الفصاحة والبيان. المحليَّة: وفيها يسمى الشيء باسم محلِّه،(6) ومنها قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا }.(7) ومنها في اللغة التِّگْرَايِتْ قول الشاعر إبراهيم محمد عليي (ود گورَتْ): لِسَّأَلْ هَلَّاْ دَگَا لَإتُّ عَبـࣹـيْكِ بَعَلْ سِگِمْ مَ بَعَلْ سِبِكْ هِلّـࣹـيْكِ الترجمة: يقاسي الشاعر من مرارة الفرقة بعد رحيل محبوبته إلى قرية أخرى، فيقول لها: يتساءل(لِسَّأَلْ) الفريق(دَگَا) الذي كبرت فيه(لَإتُّ عَبـࣹـيْكِ) هل أنت صاحبة(بَعَلْ) رحلة الصيف(سِگِمْ) أم (مَ) صاحبة(بَعَلْ) رحلة الشتاء(سِبِكْ). والمعنى أنَّ الشاعر لا يريد أن يصدق هذا الفراق النهائي، فيتمنى أن يكون مجرد رحلة عادية من رحلات الصيف والشتاء. الشاهد في هذا البيت: أطلق الشاعر الفريق(دَگَا)، وأراد أهله، مجاز مرسل علاقته المحليَّة. المسبَّبيَّة: وفيها يسمى الشيء باسم مسبِّبه،(8) ومنها قوله تعالى: {وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا}.(9) ومنها في اللغة التِّگْرَايِتْ قول الشاعر إبراهيم محمد عليي (ود گورَتْ): قَطِينْ إبَّ لَهْبَتْكَ وَرِيدْ يِبُوسْ أطْلَلْكَ الترجمة: يتحدث الشاعر عن الفارس الشجاع الذي يدافع عن أهله، فيقول: ياا نحيل(قَطِينْ) بعرقك(إبَّ لَهْبَتْكَ) ألنت(أطْلَلْكَ)حلقاً جافَّاً(وَرِيدْ يِبُوسْ). والمعنى أيها الفارس النحيل، بعملك قد أرويت أهلك الظامئين. الشاهد في هذا البيت: أطلق الشاعر العرق(لَهْبَتْكَ) وأراد العمل، مجاز مرسل علاقته المسبَّبيَّة، فالعرق مسبَّبٌ عن العمل. ________________________ (1) بسيوني عبد الفتاح فيود، علم البيان، ص: 134. (2) الخطيب القزويني، الإيضاح في علوم البلاغة، ص: 207. (3) سورة النساء: الآية: 92. (4) الخطيب القزويني، الإيضاح في علوم البلاغة، ص: 210. (5) سورة الشعراء: الآية: 84. (6) الخطيب القزويني، الإيضاح في علوم البلاغة، ص: 209. (7) سورة يوسف: الآية: 82. (8) الخطيب القزويني، الإيضاح في علوم البلاغة، ص: 208. (9) سورة غافر: الآية: 13.


اللغة التقرايت علم اللغة المقارن اللغات السامية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع