مدونة د. بن ضيف الله فؤاد


الوعي المعلوماتي : خيار أم ضرورة؟

د. بن ضيف الله فؤاد | Dr. Fouad Bendifallah


22/11/2020 القراءات: 5721  


لقد أحدثت تكنولوجيا المعلومات طفرة حقيقية في أشكال مصادر المعلومات، وتغير أساليب وطرق. الوصول إليها، معالجتها، إتاحتها وتداولها، وفي الكم الهائل من المعلومات وسرعة تدفقها، الأمر الذي خلق صعوبة في السيطرة عليها وكيفية التعامل معها. في ظل هذه المتغيرات، أصبح الوعي بالمعلومات وقيمتها موضوع محل دراسة بحد ذاته، ما دفع بالمجتمعات المتقدمة للسعي إلى تأسيس مجتمع واع معلوماتيا يساعد على تقدمها وازدهارها، مجتمع يكون لدى أفراده القدرة على إدراك وتحديد احتياجاتهم المعلوماتية وتحديد مكانها، ومن ثم تقييمها لستخدامها على الوجه الأمثل وبفاعلية وكفاءة. ولن يتأتى ذلك إل عن طريق التسلح بالخبرات والمهارات المعلوماتية، التي تعد من متطلبات الندماج في العصرالمعلوماتي والرقمي، وضمان البقاء فيه.

يعد الوعي المعلوماتي من المصطلحات الحديثة في عالم المعلومات، ويستخدم كمظلة تغطي مفاهيم ومصطلحات أخرى عديدة كمحو الأمية المعلوماتية، ثقافة المعلومات، الكفاءة المعلوماتية، مهارات المعلومات، استخدام الحاسبات، التعليم الببليوغرافي، الثقافة العلمية العامة، المهارات المكتبية... تعرفه منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم UNESCO في إعلان براغ Prague بأنه تحديد الحاجات والهتمامات المعلوماتية والقدرة على تحديد مكانها وتقييمها وتنظيمها وإبتكارها واستخدامها كفاءة لمعالجة القضايا والمشاكل. فهو شرط المشاركة في مجتمع المعلومات وجزء أساس ي من حقوق الإنسان للتعلم مدى الحياة. ويعرفه قاموس المكتبات والمعلومات على الخط المباشر ODLIS : Online Dictionary of Library & Information بأنه اكتساب مهارة الوصول للمعلومات التي يحتاجها وفهم كيفية تنظيم مصادر المعلومات في المكتبات وإعداد المعلومات وأدوات البحث الإلكترونية واستخدام التقنية في عمليات البحث وتقييم المعلومات والستفادة منها بفاعلية وفهم البنى التحتية للتقنية التي تعد أساس نقل المعلومات وتأثيرالعوامل الجتماعية والسياسية والثقافية على ذلك."

نجد أن هناك ارتباطا وثيقا بين مفهوم الوعي المعلوماتي وتقنية المعلومات وتطبيقاتها، فمهارات تقنية المعلومات تمكن الفرد من استخدام الحاسوب والبرمجيات وقواعد البيانات في الوصول وإتاحة المعلومات وتقييمها ومن ثم استخدامها بفاعلية وكفاءة. ول يتوقف مفهوم الوعي المعلوماتي حقيقة على المهارات الأساسية لستخدام تقنيات الحاسب والشبكات في تحديد مكان المعلومات وكيفية الوصول إليها وتقييمها واستعمالها بشكل فعال، بل يشمل كذلك الوعي بالجوانب الأمنية، الوقائية والأخلاقية، حيث أن زيادة الوعي المعلوماتي للمستعملين داخل هذا الفضاء الرقمي من شأنه التقليل من الختراقات والعتداءات التى تمس بأمن وخصوصية مستعملين آخرين.


الوعي المعلوماتي، تكنولوجيا المعلومات، مصادر المعلومات، المهارات المعلوماتية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع