مدونة د. محمّد الحمّامي


تنفيذ سلاسل توريد الأغذية باستخدام البلوكتشين

محمد الحمامي | Muhammad Alhammami


05/12/2021 القراءات: 1858  


يمكن، من حيث المبدأ، استضافة المعطيات التشغيلية الضرورية من سلسلة التوريد بتمامها في قاعدة معطيات سحابية، ومن ثَم تكون متاحة لجميع الأطراف ذات الصلة لاتخاذ قرارات ذكية لتحسين العمليات اللوجستية وإمكان تتبعها. أما من الناحية العملية، فمن الصعب جدًّا ضمان أنّ جميع الأطراف المعنية (كالمزارعين، والمعالجين، ومشغلي الخدمات اللوجستية، وتجار التجزئة، ومشغلي المستودعات وشركات النقل، ومفتشي الأغذية، والمنظمين) يثقون بتلك المعلومات الواردة بحيث لا يمكن أن يكون أحد الأطراف قادرًا على تغيير هذه المعلومات لمصلحته الشخصية. هذا هو المكان الذي يأتي فيه دور تقانة سلسلة الكتل وهي بتبسيط مقبول: آلية مخزِّنة لسلسلة سجلات أو معلومات موزعة لدى عدة أطراف (كتل) ويمكنها التوسع باستمرار مع حصول كل تغير مؤكد، ويحتفظ كل طرف بنسخة خاصة من السلسلة بتمامها، وهذا ما يجعل المعطيات المدخلة في سلسلة الكتل غير قابلة للتغيير والتلاعب. في سلسلة توريد الأغذية التي تدعم إنترنت الأشياء، يمكن استعمال المعطيات الصادرة من أجهزة إنترنت الأشياء لإنشاء سجل بالمعلومات الضرورية في سلسلة الكتل. ففي مجال المحاصيل، على سبيل المثال، تشمل التعاملات المحددة بين الخدمات اللوجستية التي يمكن أن تحفظ في سلسلة الكتل ما يلي: • في الحقول: تفاصيل تخزين البذور والمحاصيل، وتنوع البذور، ونوع الزراعة؛ مثل: العضوية، وطريقة الحصاد، ومعلومات تخزين المحاصيل. • في مرافق المعالجة: حالة دخول المحاصيل، ومعلومات المناولة (مَن تَعامَل مع أي منتج ومتى؟)، وتفاصيل المعالجة، وتفاصيل التخزين والتبريد. • أثناء النقل إلى تجار الجملة: درجة الحرارة والجودة في البداية وفي أثناء النقل وفي المستودعات، والتلف أثناء النقل. • أثناء التسليم إلى بائع التجزئة والتخزين عنده: تفاصيل المناولة وجودة المنتَج وتواريخ انتهاء صلاحية عبوات البيع. ستكون المعلومات الواردة في سلسلة الكتل مفيدة للزبائن النهائيين لاتخاذ قرارات مستنيرة قبل شراء المنتجات، ولمراقبي وزارتَي الصحة وحماية المستهلك لضمان تنفيذ لوائح المعالجة والمناولة والنقل والتخزين والتسعير السليمة. ويمكن استعمال المعلومات المسجلة لاتخاذ قرارات أكثر ذكاءً بشأن التوزيع الاستباقي للأغذية لتقليل الهدر؛ كتوزيع الأغذية السريعة الفساد، أو لتجنب نقل الطعام الذي لا يخلو من مشاكل في الجودة وتوزيعه. يقلل استعمال سلسلة الكتل من احتمال حدوث خطأ بشري أو عدم دقة -عمدًا أو عن غير عمد- بسبب السجلات الورقية التقليدية. إن الجمع بينها وبين مستشعرات إنترنت الأشياء الآلية والذكاء الصنعي والروبوتات الصناعية يجعلها أكثر قوة وجدارة بالثقة. يَستعمل عدد من الشركات مستشعرات إنترنت الأشياء لضمان إمكان تتبع الأغذية، ومن الأمثلة على ذلك شركة ZhongAn Technology التي تتخذ من شنغهاي مقرًّا لها، والتي تضع أجهزة استشعار على الدجاج لتسجيل مواقعها ومقدار حركتها على أساس يوميّ. وثمة مبادرات أخرى من شركة Walimai بشأن عبوات حليب الأطفال، وشركة BeefLedger بشأن لحوم البقر الأسترالية، وشركة Chai Vault بشأن النبيذ من الدرجة الاستثمارية. وسيؤدي دمج هذه الصناعات في سلسلة الكتل إلى جعل قطاع الخدمات اللوجستية بكامله والعمليات المرتبطة به موثوقة بالكامل. أخيرًا...إن ما ينطبق على الأغذية ينطبق على باقي سلاسل توريد أي نوع آخر من المنتجات؛ فالمعلومات الواردة في سلسلة الكتل مفيدة للزبائن النهائيين لاتخاذ قرارات مستنيرة قبل شراء المنتجات، ومفيدة للمراقبين للتأكد أن عمليات المعالجة والتعامل والنقل والتخزين تنفَّذ على الوجه الصحيح.


البلوكتشين، انترنت الأشياء، لوجستيات الغذاء