مدونة د صالح علي ناصر الخدري


الفوز بالإنجاز ثمرة المبادرة

د صالح علي ناصر الخدري | saleh ali nasser alkhadri


27/12/2020 القراءات: 3137  


حث الإسلام على المسابقة والمسارعة في فعل الخيرات، من ذلك قول الله تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) آل عمران 133، وقوله سبحانه: (سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) الحديد 21، وقوله عز وجل: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ) المائدة 48، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيْهَا مُؤْمِناً وَيُمْسِي كَافِراً، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِناً وَيُصْبِحُ كَافِراً، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا" مسلم، وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لرجلٍ وهو يَعِظُه : اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ : شبابَك قبل هَرَمِك، وصِحَّتَك قبل سَقَمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبل موتِك" صحيح الترغيب، وغير ذلك من النصوص الشرعية الكثير، ومن خلال قراءتها يدرك المرء أن الخير في المبادرة والمسابقة والمسارعة في إنجاز الأمور، وبذلك يكون الفوز إن شاء الله، وقد قال بعضهم: فاز مَن حياته إنجاز، والإنجاز ليس في أمر الآخرة فقط، بل في أمور الدنيا المحمودة كذلك، ولا يأتي مع الكسل والتسويف، وإنما مع المبادرة والعزم والمصابرة، ومجاهدة النفس، والتضيحة بالرغبات المتعارضة مع تحقيق ما هو أسمى وأرقى، وباستشعار الفوز والطمع في اكتساب ثمرة الإنجاز يهون التعب المبذول - بقصد نيل وتحقيق الأهداف السامية-، ولا يقف الأمر عند ذلك الحد، بل يصبح كل جهد مبذول متعة، كالذي يتجرع الدواء المر ويستلذ بفعل ما رسم له الطبيب، لأنه يأمل أن يوصله ذلك الانضباط في أخذه إلى البرء مما يعانيه من مرض، فيهون تجرعه، وتهون تكاليف جلبه، المادية منها والمعنوية، وكالذي يبذل المال مع سخاء النفس بغرض الوصول إلى المرغوب، من المأكل والمشرب والملبس، وغير ذلك من الرغبات التي لا حصر لها، وقد ورد في الحديث النبوي ذم العجز والكسل، فتعوذ النبي صلى الله عليه وسلم منهما، وكان من دعائه كما في حديث أنس رضي الله عنه: " اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجَالِ" البخاري.


الفوز - الإنجاز - ثمرة - المبادرة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع