مدونة زينب بلقندوز


التنشئة التربوية: أي علاقة بين الأسرة والمدرسة ؟

د. زينب بلقندوز | Dr. Zineb BELGUENDOUZ


10/11/2020 القراءات: 2921  


المدرسة تلك البيئة التربوية التعليمية التي تتشارك اهتماماتها مع المجتمعية مع بيئات أخرى تقاسمها نفس الإنتظارات ونقصد هنا كل من المحيط والأسرة،حديثنا اليوم سيختص بنسقين أساسيين يتشاركان الفعل التعليمي التربوي ألا وهما الأسرة والمدرسة والقاسم المشترك بين هذين النظامين هو الطفل وهو كفاءة قاعدية لمستقبل إجتماعي ناجع.
التعليم لابد له من تربية والتربية كذلك لابد لها من تعليم ولكن إذا اعتبرنا التعليم هو تلقين خبرات جديدة للمتلقي تعينه في تسهيل أمور حياته العامة فما هي التربية إذن؟؟؟ بالرجوع لسياق الاجتماعي لهذا المصطلح يشد انتباهنا تعريف لعالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركايم الذي يعتبر التربية بأنها تلك العملية التي تمارسها الأجيال الراشدة على الأجيال التي لم تنضج بعد النضج اللازم للحياة الاجتماعية، وإنطلاقا مما سبق تأتي هذه الورقة الأساسية لتجيب على تساؤل هام ورئيسي:إذ كان كل من الأسرة والمدرسة يتشاركان الفعل التعليمي التربوي فأي علاقة هذه أهي تكاملية أم ذوبانية ؟
- بما أن التربية والتعليم هما عمليتان متلازمتان لا يمكن فصل إحداهما عن الأخراذن فنحن هنا أمام نظام متكامل من العناصر التي تتفاعل فيما بينهما وهي تشكل خصائص تميز العلاقة التكاملية المبنية على القواعد السلوكية والفكرية المشتركة.فكما أن البيئة الأسرية هي أولى تجارب الإنفتاح على الآخر من خلال التعليم المبني على المحاكاة والتقليد والمشاركة الوجدانية إضافة لتقويم العيوب الناجمة عن الإفراط أو التفريط في العواطف والانفعالات التي تؤثر بشكل أو بآخر على البيئة النفسية والاجتماعية للطفل فيما بعد فالبيئة الأسرية هي بيئة محفزة على الاندماج والتفتح تنتقل بالفرد من النزعة الذاتية إلى النزعة المجتمعية . البيئة المدرسية على النقيض من البيئة الأسرية تبدأ تنسق تعاملاتها مع الطفل كواجهة لنظامه الأسري من خلال إعتماد المحطة النهائية التي هي التربية لدى الأسرة (تعليم تربية) منصة انطلاق بالنسبة للمدرسة التي لابد لها من تربية حتى تحقق جودة العملية التعليمية لدى التلميذ(تربية تعليم) بالإعتماد على تكثيف الخبرات الاجتماعية لدى التلميذ عبر تقنين السلوكيات وفق ما تقتضيه أدبيات التنشئة الاجتماعية من خلال تزويد التلميذ بالمهارات الأساسية للتعامل السليم و التكيف مع البيئة المحيطة قصد توليد نماذج فكرية داعمة لخطط التنمية بالمجتمع.
- الإستراتجية المتكاملة للتربية المثالية:
الأسرة والمدرسة نسقان ضروريان للتنشئة السليمة للطفل أو التلميذ توكل لهما مهمة التربية الفاعلة والناجعة للمورد البشري الذي هو ثروة المستقبل .الحديث عن التربية حتى يكون آليات تطبيقية لابد له من إستراتجية متكاملة تحقق الأهداف التربوية المنشودة لذلك لابد عند تخطيط العملية التربوية من الحرص على وجود المبادئ التالية:
o الواقعية: المقصود بها تخطيط الفعل التربوي بناء على المدخلات الاجتماعية الموجودة حتى لا نكاد نلامس المجرد ونبتعد عن المحسوس.
o المرونة: الفعل التربوي فعل يتسم بالتغيير المستمر في تناولاته مادام جوهره السلوك الإنساني ومقصده تعديل وتقويم السلوكيات إنطلاقا من تغيير القناعات نحو الأفضل مع مراعاة الفروق بين الجنسين .
o الشمول: لابد للعملية التربوية أن تشمل في أهدافها كل من الجانبين المعرفي و المعاملاتي لذلك لابد أن تطابق المعارف السلوكيات خصوصا لدى من يلقن هذه الأبجديات.
o المشاركة: لابد من إشراك الدور الأسري كدور فاعل ومحوري في المعادلة التربية المثالية لتلاميذنا مادامت الأسرة هي المحطة الأولى في الحياة التي تتوقف عليها عجلة التنمية التربوية للنشئ وتوكل إليها مهمة الرعاية التربوية كعنصر مؤسس أولا وعنصر مرافق في بقية محطات الحياة.
- خلاصــــــــــة:
التنشئة التربويّة عمليّة تكامليّة تتم وفق تناسق عملي لمؤسستين إجتماعيتين فاعلتين هما الأسرة والمدرسة. تعتمد التربية المثالية إستراتجية منهجية مؤسسة على معايير تكفل واقعيّة المدخلات ومرونة التفاعلات وشموليّة المعاملات ومشاركة العمليات التربوية لتحقيق جودة المخرجات وفق جودة ما سبق من إجراءات .


المدرسة، الأسرة، التربية المثالية، التنشئة التربوية، الإستراتيجية المتكاملة.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع