محمد مصطفي حسن محمود


كنت أحسب أن الأبوة أن تكون ابناً لأبوك ...

محمد مصطفي حسن محمود | Mhamed Mostafa Hasan


02/06/2021 القراءات: 5021  


حين بلغت عامي ال 49 مات أبي رحمه الله، وتأثرت بشدة بالغة، حيث أنه لما تخرجت من الجامعة مرض رحمه الله فسألته ألا نذهب للطبيب؟ وكان من عادة أهلنا نحن قوم الصعيد في مصر، لا نذهب للطبيب إلا في الحالات الشديدة والتي عجزت كل محاولات الطب البديل والإبتكارات الطبية العشوائية في مساعدة المريض، بالإضافة أنه من عاداتنا أيضاً إذا ما سمعنا بأحد ذهب للطبيب حتي يعوده كل أفراد عائلته حتي الجد العاشر ثم كل جيرانه وأصدقائة جميعاً لا يتخلف رجل أو إمرأة، وتقريبا أصبح ذلك من الماضي الآن إلا اليسير منه وليته يعود . فأقسمت عليه إن يذهب معي وبالفعل ذهبنا للطبيب ولم يكن أمراً ملفتاً غير أني لاحظت أنه ما من زائر إلا وقص عليه القصة يفتخر بها وهو يقول (والله انا ما كنت عايز أروح لكن محمد ولدي حلف لازم نروح ) كان ذلك سنة 1994 وحتي وفاته طيلة 26 سنة قضيتها معه في ذات المنزل لم أتركه ابداً وقد صرت أباً له ما جعلته يشعر بالمرض حتي نقول هل نذهب للطبيب من عدمه لكن، كنت أنظر في وجهه فأري أنه هناك شيء فأسئله وكأن لسان حاله يقول سلني يابني عما أشعر به فأسأله فيقول لي (الحتة دي وجعاني شوية انا عارفها يوم وتفك) لكن أقسم عليه بل أحياناً أهاتف الطبيب ونحدد موعداً وما علي إلا أن أخبره بالموعد فأري الغبطة علت وجهه وكأنه ولدي وليس والدي، ظل والدي أباً لي طيلة 23 سنة وأنا أعتبرته أبناً لي 26 سنة، ووالله ما وفيته حقه علي الإطلاق بل لطالما شعرت بالتقصير فأذهب إليه أنظر في وجهه فيرمقني بإبتسامة ويقول لي (مالك ياواد) فيطير قلبي فرحاً ان والدي بخير .. لكن حين أشتد عليه المرض فجأة تبدلت الأدور وعاد والدي الأب وصرت الطفل، الطفل الذي يرمق أباه باكياً كلما نظر في وجهه، فقد أجمع الأطباء الذين تعلقت بهم يوماً أتحسس عندهم الشفاء هم أنفسم اليوم بصوت واحد ما هي إلا أيام ويموت أبوك ... مات والدي رحمه الله وترك جرحاً لا يلتئم وتغيرت الدنيا وأنكرتها وكأني لست من هذا العالم، وكلي شفقة علي الأطفال اليتامي، ولماذا النبي أعلي من حق اليتين كل هذا العلو وجند المجتمهات والدول في خدمة اليتيم ، فما شعرت به وأنا رجل بالغ شارفت علي ال 50 من عمري بالمرارة والحسرة لفقدان والدي والذي بلغ 80 عاماً أحسست أننا سنحاسب جميعاً علي تقصيرنا في حق ذاك اليتيم، والذي مانشعر به بيننا. فرحم الله موتانا رحمة واسعة وأدخلهم الجنة


كن أباً لأبوك


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


طِيَبً الله ثًرآهّ وٌأکْرمً نزلهّ وٌجّعَل الجنَةّ مًسِتٌقُرهّ وٌمًأوٌآهّ - -آلَلَهُمَ نَوِر مًرقَدَهّ وٌعٌطِر مًشْهّدَهّ وٌطَيِب مًضجّعٌهّ - آلَلَهّمً آنِسِ وٌحًشَتٌهّ وٌآرحًمً غُربًتٌهّ وٌقُهّ عَذَآبً آلَقَبر وٌعٌذَآبً آلَنَآر - آلَلَهّمً نَقِه مِن الذُنُوبِ والخَطآيَآ کْمًآ يُنَقَﮯ آلَثًوٌبُ آلَأبًيَضَ مِن آلَدَنَس - آلَلَهّمً فُسِحً لَهّ فِي قَبٌرهّ وٌآجّعٌلَهّ روٌضةّ مِن رِيَآضَ آلَجَنَةّ وٌلَآ تٌجّعٌلَهّ حُفْرةً مِن حُفَر آلَنَآر - آلَلَهّمً إنِقُلَهّ مِن مًوٌآطِنِ آلَدٍوٌدٍ وٌضيَقُ آلَلَحًوٌدٍ إلَﮯ جَنَآتِکْ جَنَآتٌ آلَخٌلُود مَعٌ آلَّذِينَ أنْعَمّتٌ عَلَيَهِمً مِن النَبِيِينَ وآلَصّدٍيَقِيَنَ وٌآلَصّآلَحِيَنَ وٌآلَشُهّدَآءِ وحَسُنَ أوُلَئِكَ رَفِيقَا -آلَلَهّمً إِجعٌل لَهُ مِن فَوٌقِهّ وَمِن تَحْْتِهّ وَ مِن أمَآمِهّ وٌ مِن خَلَفِهّ وٌعَن يَمًيَنِهّ وٌعَنِ يَسَآرِهّ نُوٌرآ مِن نُوٌرِکَ يَآ نُوٌر آلَسَمًآوٌآتٌ وٌآلَأرض - آلَلَهّمً أبًدٍلَهّ دٍآرآ خِيَرآ مِن دَآرِهّ وٌأهّلَآ خَيَرآ مِن أهّلَهّ وٌأسّکِْنَهّ فُسِيَحَ جّنَآتِکْ فِي آلَدٍرجّآتٌ آلَعٌلَيَ ..وٌآرحًمً آلَلَهّمً بًرحًمًتٌکْ آلَوٌآسِعٌهّ مًوٌتٌيَ آلَمًسِلَمًيَنِ أجّمًعٌيَن يَآآلَلَهّ يَآربً العَالَمِين