مبررات الدعوة إلى التكامل المعرفي
الجيلالي الساجعي | Jilali essajai
30/11/2023 القراءات: 1102
مبررات الدعوة للتكامل المعرفي ومطلوباته
إن الحديث عن المبررات الداعية إلى تحقيق التكامل المعرفي ومطلوباته في وقتنا الراهن منشأه راجع في نظري إلى ذلك التشتت المعرفي الذي تعيشه الأمة الإسلامية اليوم لاسيما في ظل الغزو والتبديل الثقافي الذي أضحى داءا ينخر جسدها وحول معه عقول الطلبة والباحثين والدارسين من عقول مهتمة بالتراث الإسلامي إلى عقول تعتبره ظاهرة من الظواهر العلمية التي اندثرت ولا علاقة لها بالحياة المعاصرة وإنما هي جذور من التاريخ وجب تقليمها. وفي خضم هذه الحرب الباردة بين الثقافتين الغربية والإسلامية وما نجمت عنه من تدهور في الأوضاع الفكرية وفقدان الهوية الإسلامية خصائصها وغياب الممارسات الإسلامية في شؤون الحياة المختلفة للأمة الإسلامية وطغيان الفكر العلماني وسيادة مفاهيمه ومصطلحاته أضحى لزاما التوسل بالأسلمة أو الإسلامية وإضافتها إلى المفاهيم والمصطلحات والجماعات والمؤسسات التي يتم تطويرها في مجالات العطاء الفكري الإسلامي، وفي مجالات تطوير النماذج الإسلامية البديلة لذلك انبرت مدرسة المعهد العالمي للفكر الإسلامي إلى إبراز خصائص التكامل المعرفي والحاجة إليه في وقتنا الراهن وسبل تحقيقه في أفق الوصول إلى وحدة معرفية شاملة تنسجم فيها العلوم والمعارف في إطار مرجعي إسلامي يجعل من الوحي منبثقا أساسيا وركيزة لا محيد عنها، وقد تحدث فتحي ملكاوي عن ضرورة التكامل والحاجة إليه والتي تتجلى في :" ضرورتين: داخلية وخارجية؛ ضرورة داخلية تنبع من الحاجة إلى روابط وعلاقات الحب والرحمة والثقة بين أبناء المجتمع الواحد، وعهود ومواثيق السلام والطمأنينة بين المجتمعات، وضرورة خارجية تنبع من الاعتماد المتبادل، والمشاركة في المنافع بين البشر لتوفير متطلبات الحياة" ليس هذا فحسب بل الدعوة إليه جاءت نتيجة حاجة العلوم لبعضها البعض في إطار تداخلي تكاملي بغية:" إيقاظ بعض التخصصات من سباتها، وإخراجها من عزلتها، فهو يعد من العوامل المهمة التي تبعث على تطوير العلوم والدراسات النقدية، وذلك من عدة جهات، منها:
-التدقيق في بنائها، واستقلالها.
-تحرير موضوعها ومصطلحاتها.
-معرفة وظائفها وأغراضها، ومدى نفعها.
-تكاملها واستفادة بعضها من بعض.
-بيان أثرها وتأثرها بغيرها سلبا أو إيجابا."
التكامل المعرفي- التبديل الثقافي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع