مدونة الشيخ : عمرو وفقي فوزي الهواري


عطايا الرحمن في العشر الأواخر من رمضان ( الجزء الأول )

الشيخ : عمرو وفقي فوزي زكي الهواري | AMR WFKI FAWZI ZAKI ALHAWARY


12/05/2020 القراءات: 3349   الملف المرفق



بقلم/ عمرو الهواري
هناك منن وعطايا لا تحصي ولا تعد , أنعم بها ربنا عز وجل علينا ,
قال تعالي في سورة إبراهيم ( وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ )
وقوله تعالي في سورة النحل (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ )
ومن أعظم النعم لذة الركوع والسجود بين يديه , ولذة العبادة وقيام الليل , ولذة الذكر , ولذة الدعاء , ولذة قراءة القرآن الكريم ,
ولذة الصيام ,ولذة الصدقة ومساعدة المحتاجين والمرضي , وغيرها من أنواع القربات .
وتتجلي تلك المنن والعطايا في العشر الأواخر من شهر رمضان ,
روي مسلم في صحيحه عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ ، يَقُولُ :
قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ ، مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ "
إنها نسمات الخير , ونفحات المتقين العاملين , وقيام الورعين الخاشعين ,
ومن تلك المنن والمنح والعطايا :
1- غفران الذنوب :
ما روي في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ،  قَالَ: " مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " ،
فغفران الذنوب من أعظم المنن قال تعالي في سورة الحجر (نبِّئ عبادِي أنّي أنا الغَفُورُ الرَّحيمُ ...)
وقال تعالي في سورة غافر ( ... غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ....) .  
 
2- قيام الليل في رمضان :
فقيام الليل أثني عليهم الحق ولم يتقيد بزمن بعينه إلا أن فضل عظيم في شهر الخيرات والبركات (شهر رمضان )
وخص بالفضل العشر الأواخر منه فقد روي البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَر "
قال تعالي في سورة أل عمران ( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ )
وقال تعالي في سورة الفرقان ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرض هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجاهلون قَالُواْ سَلاَماً* وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً )
وقال تعالي في سورة السجدة ( إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩ * تَتَجَافَى ٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
وقال تعالي في سورة الزمر ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ )
وقال تعالي في سورة الإنسان ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا )
وهنا نوصي العباد بما بينه علماؤنا وفقهائنا فيما تقتضيه الضرورة عند النوازل , من ضرورة الالتزام بالصلاة وقيام الليل في بيته أو مع أسرته , فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يقوم الليل هكذا كما ورد ذلك في السنة ,
وقد ورد في صحيح البخاري عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي المَسْجِدِ ، فَصَلَّى بِصَلاَتِهِ نَاسٌ ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ ، فَكَثُرَ النَّاسُ ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ : قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ "
وما راوه الترمذي في سننه من حديث أبي أمامه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ ، فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ ، وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ ، وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ ، وَمَنْهَاةٌ لِلإِثْمِ "
وما راه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " أفضلُ الصيامِ بعدَ رمضانَ شهرُ اللهِ المحرَّمُ, وأفضلُ الصلاةِ بعدَ الفريضةِ صلاةُ الليلِ " .


عطايا الرحمن في العشر الأواخر من رمضان


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع