مدونة الشيخ : عمرو وفقي فوزي الهواري
عطايا الرحمن في العشر الأواخر من رمضان ( الجزء الثاني )
الشيخ : عمرو وفقي فوزي زكي الهواري | AMR WFKI FAWZI ZAKI ALHAWARY
12/05/2020 القراءات: 4868
عطايا الرحمن في العشر الأواخر من رمضان
ومن تلك المنن والمنح والعطايا :
3- قراءة القرآن الكريم :
لا يٌخفي علي أحدٍ فضل القرآن الكريم بصفة امة لكن يتميز قارئ القرآن في رمضان أنه يقرأ القرآن الكريم في شهر القرآن
قال تعالي في سورة البقرة ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى ٰ وَالْفُرْقَانِ )
وكان جبريل يدارسه القرآن الكريم في رمضان أي النبي صلي الله عليه وسلم كان يعرضه على جبريل -عليه السلام- في رمضان من كلّ عام،
وفي العام الذي تُوفّي فيه رسول الله، عَرَضه عليه مرَّتَين ,
والمقصود من مدارسة القرآن هو التناوب فكان يقرأ الآمين جبريل – عليه السلام مرة ويقرأ عليه النبي صلي الله عليه وسلم مرة .
والقرآن والصيام يشفعان للعبد يوم القيامة فقد أخرج أحمد في مسنده عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ,
قال : رسول الله صلي الله عليه وسلم : " الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ ، يقولُ الصيامُ : أي ربِّ إِنَّي منعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفِّعْنِي فيه ، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعني فيه ، فيَشْفَعانِ "
4- الدعاء .
قال تعالي في سورة البقرة ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )
وقال تعالي في سورة غافر ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )
والدعاء والالحاح من سبل استجابة الدعاء , وهناك مواطن مكانية يستحب فيها الدخول ,
مثل : النظر للكعبة المشرفة وعند مقام إبراهيم وحجر إسماعيل والملتزم وعند شب ماء زمزم وغيرها
مما يرتبط بزمن , مثل : أيام وليالي شهر رمضان ويوم عرفة وعقب كل صلاة وفي صلاة الوتر وعند طلب الاستسقاء والعيدين والكسوف والخسوف والمطر وعند السفر
وهناك أدعية مأثورة كثيرة وردت في السنة والأدعية التي ذكرت في القرآن الكريم
وأفضل الأدعية في تلك الأيام " اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى"
5- الصدقة ومساعدة الفقراء والمحتاجين :
الصدقة تختلف عن الزكاة , فالزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام ولها شروط وجوب , فيجب علي من وقع عليه شروطها من أداها .
والصدقة مِن الأعمال الصالحة التي لها قَدر كبير في الإسلام ,
قال تعالي في سورة البقرة ( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)
وقال تعالي ( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ )
وقال تعالي ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )
وقال تعالي في سورة يوسف ( فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ )
ويمكن للمتصدق أن يتنوع في مصارفها , مثل :إفطار الصائمين , إعانة الفقراء نقداً وعيناً , الإسهام في بناء المستشفيات ومساعدة المرضي ، وغيرها .....
يا مُنْفِقا ً خَلَفا ً أُعْطِيتَ مَنْزِلَة ً **** يا مُمْسِكَا ًتَلَفا ًتَلْقى وَخُسْرانُ
لا تَخْذِلَنَّ لآتٍ رادَ مَسْألَة ً **** جَلَّ الَّذي ساقَهُ كافاكَ إحْسانُ
وقد روي مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما نَقَصَ مال من صدقة - أو ما نقصتْ صدقة من مال - وما زاد اللهُ عبداً بعفْو إِلا عزّاً، وما تواضَعَ عبد للهِ إِلا رَفَعَهُ اللهُ".
وكذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أصبح منكم اليوم صائماً؟ " قال أبو بكر: أنا. قال: " فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ " قال أبو بكر: أنا. قال: " فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟ " قال أبو بكر: أنا. قال: " فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ " قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما اجتمعت في امرئ إلا دخل الجنة ".
6- ليلة القدر :
ما أعظم تلك الليلة و يا سعد من قامها ودعا الله في ليلها وسأل الله العفو في الدنيا والآخرة وسأل الله المغفرة والجنة , وكيف لا تكون تلك الليلة ملاذ التائبين ومأوي المخلصين وقد خصت بسورة كاملة لفضلها ومكانتها
قال تعالي ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ *لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ )
وروي النسائي في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه " أتاكم شهرُ رمضانَ ، شهرٌ مبارَكٌ ، فرض اللهُ عليكم صيامَه ، تفتحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ ، و تُغلَق فيه أبوابُ الجحيم ، وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطينِ ، وفيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألف شهرٍ ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ "
وفي الحديث المتفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "
يَا لَيْلَةَ القَدْرِ يَا نُورًا أَضَاءَ لَنَا قَاعَ السَّمَاءِ فَأَبْصَرْنَا مَدًى عَجَبَا
تَنَزَّلُ الرُّوحُ رَفَّافًا بِأَجْنِحَةٍ بِيضٍ عَلَى الكَوْنِ أَرْخَاهُنَّ أَوْ سَحَبَا
عطايا الرحمن في العشر الأواخر من رمضان
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة