مدونة المهندس عبد الرحيم الماوري
التلوث الكهرومغناطيسي على الانسان
المهندس عبد الرحيم حمود محمد الماوري | eng. abdulraheem almaweri
19/04/2024 القراءات: 1042
التلوث الذي بدأ يسترعي الانتباه في السنوات الأخيرة، وهو ما يسمى بالتلوث الكهرومغناطيسي وهو تلوث ينتج من الموجات الكهرمغناطيسة والمجالات المغناطيسية الناتجة من جراء إنشاء المحطات الكهربية العملاقة وكذلك أبراج هوائيات البث الإذاعي والتلفزيوني والأجهزة الكهربية وأجهزة التلفاز والكمبيوتر و الهاتف النقال والتي بدأت تستخدم في المنازل على نطاق واسع.
أولاً: الأشعة المنبعثة من جهاز الهاتف النقال
ينبعث من الهاتف النقال الرقمي أشعة كهرومغناطيسية ترددها 900 مليون هرتز (هرتز= اهتزازه كل ثانية) على شكل نبضات، زمن كل نبضة حوالي 546 ميكروثانية ومعدل تكرار النبضة 217مرة كل ثانية وكثافة الطاقة المنبعثة 0.02وات/ م2. هذه الإشعاعات في كل نبضة لها تأثيرات بيولوجية نشطة. والنبضات المنبعثة من ا الهاتف النقال تصطدم بخلايا المخ 217 مرة كل ثانية مما يؤدي إلى بعض الآثار المرضية التي يتعرف لها المستخدمون لهذا التليفون، حيث يتعرض هؤلاء المستخدمون لجهاز الجوال إلى نوعين من الطاقة الإشعاعية:
أ – الطاقة الإشعاعية المباشرة من هوائي الجهاز (الإريال)
وهذه الطاقة تؤدي إلى أعطال في الأجهزة الألكترونية المختلفة مثل الحاسب الآلي وأجهزة الاستقبال السمعية (جهاز الراديو) ويتركز تأثيرها في منطقة معينة (الرأس)
ب- الطاقة الكهربية التي تنتقل بالحث:
وهي الطاقة التي تنتقل نتيجة الجهد الكهربي للجهاز وتنبعث بالتأثير من الجهاز إلى رأس ويدي المتحدث. وهذه الطاقة تؤدي إلى بعض الظواهر المرضية مثل الصداع وألم في الجلد ورفة في العين وضعف في الذاكرة وطنين بالأذن، كما يؤدي التعرض للإشعاعات المنبعثة من الجوال إلى سرعة نبضات القلب وزيادة ضغط الدم.
ثانياً: الإشعاع الكهرومغناطيسي المنبعث من محطات التقوية الهاتف النقال:
حيث ينبعث من صاري إرسال محطة التقوية إشعاع ميكروويف مستمر طاقته منخفضة وتستخدم في صواري الإرسال الحديثة مكبرات خطية بقدرة 40 وات. يمكن أن تصل إلى 320 وات. وإذا كانت محطة التقوية فوق غرفة مسطحة فيمكن أن تصل الطاقة المنبعثة إلى 0.65مللى وات/ سم2 وهي قيمة تتعدى بكثير حد الأمان إذ يجب ألا تتعدى قيمة الطاقة المنبعثة من الصاري عن 0.0003 مللي وات/ سم2.
إن التعرض للمواجات الكهرمغناطيسية الصادرة من جهاز ا الهاتف النقال يأخذ شكل نبضات قصيرة مكررة لها طاقة عالية في فترة زمنية قصيرة جداً أما الإشعاعات المنبعثة من صاري محطة الإرسال تكون مستمرة ولها طاقة صغيرة، والترددات الصادرة من الصاري تقع في المدى ما بين 930- 960 ميجا هرتز، وينبع التأثير البيولوجي لهذه الإشعاعات من ثلاثة عوامل هي التردد والطاقة وزمن التعرض للإشعاع فتأثير الطاقة الصغيرة في زمن تعرض طويل يعادل تأثير طاقة عالية في زمن تعرض قصير وذلك عند ثبات تردد مصدر الإشعاع.
مصادر متنوعة أخرى للتلوث الكهرومغناطيسي:
هناك مصادر أخرى متنوعة للتلوث الكهرومغناطيسي والناتجة من محطات القوى الكهربية, أبراج البث الإذاعي, أجهزة ومحطات الرادار , الأقمار الصناعية وسفن الفضاء, المولدات الكهربية ذات القدرات العالية والتي تستخدم في الأجهزة المختلفة في المصانع والشركات وكذلك الأجهزة الطبية مثل أجهزة الأشعة السينية وأجهزة المسح الذري وكذلك أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الكهربائية المستخدمة في المنازل مثل السخانات الكهربية ومجففات الشعر وأفران الميكرويف وغيرها وتتواجد المجالات الكهربائية حول جميع الأجهزة الكهربية التي يرى بها التيار الكهربي وعندما تزداد قيمة التيار الكهربي في الموصل تزداد قيمة المجال المغناطيسي المتولد ولا يمكن حجب المجال المغناطيسي بأي ألواح أو مواد عازلة حيث يخترق هذا المجال أسقف المنازل القريبة من أماكن تواجده. وقد أدى كل ذلك إلى إمتلاء الجو من حولنا بالموجات الكهرومغناطيسية وبالمجالات المغناطيسية. ولو أننا كنا نستطيع أن نرى هذه الموجات والمجالات لرأيناها تتشابك حولنا في كل مكان وتملأ الهواء المحيط بنا مثل الضباب الناتج من تعلق قطرات الماء بالهواء.
وتتكون الموجات الكهرمغناطيسية من مجالات كهربية ومغناطيسية متلازمة بمعنى أنه لو وجد إحداهما لوجد الأخر متلازماً معه. وتنتشر هذه الموجات في الفراغ أو في الوسط المادي على شكل حركة موجية لها طول موجي وتردد معين، حيث يعرف التردد على أنه عدد الذبذبات التي تحدثها الحركة الموجبة في الثانية الواحدة. ويقاس بوحدة تعرف بالهرتز. وتقاس شدة المجال المغناطيسي للموجات الكهرومغناطيسية بوحدة تعرف الجاوس- والكرة الأرضية لها مجال مغناطيس كما لو كان موجود بداخلها مغناطيس كبير قطبه الشمالي في الشمال وقبطه الجنوبي في الجنوب. ويستطيع جسم الإنسان تحمل المغناطيسية الأرضية دون أضرار تذكر إلا أن الموجات الكهرومغناطيسية المتولدة صناعياً بواسطة الإنسان لها أضرار كثيرة حيث تتراوح شدة هذه المجالات في بعض المناطق على الأرض ما بين 3مللي جاوس إلى 1600 مللي جاوس. وقد أثبتت التجارب أن الشدة القصوى للمجال المغناطيسي المسموح للتعرض لها يجب أن لا تزيد عن 1 مللي جاوس وأن التعرض لمدة طويلة لمجال تزيد شدته عن 3 مللي جاوس يشكل خطر حقيقي على الإنسان فمن المعروف أنه في جسم الإنسان تتحول عادة بعض الخلايا العادية إلى خلايا سرطانية ولكن يقوم الجهاز المناعي في الجسم إذا كان سليماً بالتخلص من الخلايا السرطانية. ولكن وجد أنه عند تعرض خلايا المخ إلى المجالات المغناطيسية والإشعاعات الكهرومغناطيسية وخاصة الصادرة من الجوال فإنه ترتفع نسبة التحول السرطاني في الخلايا من 5% إلى 59%. ولقد ثبت أن مرض السرطان في الإنسان البالغ والناتج من تأثير مخاطر البيئة لا يمكن إكتشافه إلا بعد مرور أكثر من 10 سنوات منذ بداية التعرض لهذه المخاطر .
التلوث الكهرومغناطيسي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع