المستحبات الصالحات في أفضل أيام الدنيا
حياد اسماعيل مرعيد | heyid ismail maryeed
22/07/2020 القراءات: 2816
المستحبات الصالحات في أفضل أيام الدنيا ( الأيام العشر من ذي الحجة )
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
1 ) العشر في القرآن الكريم : قوله تعالى (( ويذكروا اسم الله في أيام معلومات )) قال ابن عباس " رضي الله عنهما " هي أيام العشر من ذي الحجة ،وهو قول أكثر المفسرين قيل لها معلومات للحرص على العلم بحسابها من أجل وقت الحج في آخرها , قوله تعالى : (( (والفجر وليال عشر) , قال جابر بن عبد الله : هي عشر الأضحى - أي عشر ذي الحجة -فهي ليال عشر ، لأن ليلة يوم النحر - أي عيد الأضحى - داخلة فيه ، إذ قد خصها الله بأن جعلها موقفا لمن لم يدرك الوقوف يوم عرفة.
2) العشر في السُّنة النبوية المطهرة : عن ابن عباس " رضي الله عنهما " عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (( ما العمل في أيام أفضل منها في هذه قالوا : ولا الجهاد؟ قال: «ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء )) أخرجه البخاري
وعن ابن عمر " رضي الله عنهما " قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (( ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد )) . رواه أحمد. , وفي رواية القاسم بن أبي أيوب "ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى".
دل الحديثان أن العمل الصالح في أيام العشر أفضل من العمل في غيرها , فالحديثان فيهما تفضيل أيام العشر على غيرها من أيام السَّنة، والحكمة في تخصيص عشر ذي الحجة بهذه المزية إجماع أمهات العبادة فيها: الحج، والصدقة، والصيام، والصلاة , الذكر , وأعظم الذكر التكبير , حتى أن أصحاب رسول الله " صلى الله عليه وسلم يخرجون الى السوق يكبرون فيكبر الناس بتكبيرهم .
3) الصيام في العشر : يستحب الصوم في العشر من ذي الحجة ما عدا العاشر منه، وهو يوم النحر الذي هو يوم عيد الأضحى المبارك، فلا يجوز الصيام فيه باتفاق، وبه قال جمهور أهل العلم من: الحنفية , والمالكية , والشافعية , والحنابلة , والظاهرية , فعن حفصة زوج النبي " صلى الله عليه وسلم " قالت : (( أربع لم يكن يدعهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة. )) رواه أحمد والنسائي , و أما الجواب على حديث عائشة : (( ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صائما العشر قط )) : فالمراد من قولها لم يصم العشر أنه لم يصمها لعارض مرض أو سفر أو غيرهما، أو أنها لم تره صائما فيها. ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر، وإذا تعارض النفي والإثبات فالإثبات أولى بالقبول ,
4) المستحب على من أراد الأضحية في العشر : عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (( إذا رأيتم هلال ذي الحجة - وفي لفظ إذا دخل العشر - وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره )) . رواه الجماعة إلا البخاري.
الحديث استدل به على مشروعية ترك أخذ الشعر والأظفار بعد دخول عشر ذي الحجة لمن أراد أن يضحي , والحكمة في النهي أن يبقى كامل الأجزاء للعتق من النار , وهو عند الإمام أحمد حرام - أي الأخذ من الشعر والأظافر - , وعند الإمام الشافعي مكروه , وقال الامام أبو حنيفة لا يكره .
أسأل الله تعالى أن ينفع بها , وأن لا يحرمنا أجرها , وصلى الله تعالى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
[ د . حياد المرعيد ] .
وليال عشر
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع