ورشة تدريبية في التعلم المستند إلى التحفيز
د. محمد بكر محمد نوفل | Dr. Mohammad Baker Mohammad Nofal
03/07/2021 القراءات: 2489
الأسس النظرية للتعلم المُستند إلى التحفيز Stimulation Based Learning Theoretical framework
شكلت الأُطر النظرية والاتجاهات العلمية (Scientific Approaches) التي اهتمت بدراسة الدافعية للتعلم مرجعًا قويًا استند إليه الباحثون في مجال نظريات الدافعية في تطوير نماذج تعليمية (Instructional Models) تأخذ على عاتقها بلورة تطبيقات عملية في استثارة الدافعية في المباحث الدراسية الرئيسة، ولعل أهمها تلك النماذج التعليمية التي اهتمت بتحفيز دافعية التعلم التي وجهت الأنظار نحو المباحث الدراسية، بما يخدم المواقف التعليمية- التعلمية، حيث ظهرت في الآونة الأخيرة نماذج متعددة في استثارة الدافعية للتعلم عملت على تبني مجموعة من الاستراتيجيات التعليمية-التعلمية التي تمكن المتعلم من تطوير قدراته في مختلف المباحث الدراسية، وكان من أبرز هذه النماذج، نموذج أركس (ARCS Model)، حيث يعد من أقوى النماذج التي انفردت في تعزيز الدافعية للتعلم في، وذلك لأسباب عدة، منها: استناده إلى أطر نظرية وعملية إمبريقية صارمة، ووضوح مكوناته الأربعة الرئيسة وما انبثق عنها من مكونات فرعية، وانسجام مكوناته الرئيسة والفرعية مع مستويات وقدرات فئات الطلبة المتنوعة، وتكامل مكوناته الرئيسة مع بعض مقاييس الدافعية للتعلم المتوافرة في أدبيات قياس الدافعية للتعلم، إضافة إلى تكيفه مع مختلف بيئات التعلم بعامة، وبخاصة البيئة العربية (Nofal,2020).
مكونات برنامج التعلم المستند إلى التحفيز Stimulation Based Learning Components
تم الاستناد في بناء برنامج التعلم المُستند إلى التحفيز إلى نموذج آركس الذي صممه الباحث الأمريكي جون كيلر(Keller) والذي نشر كتابه في عام (2010)، ونقله إلى العربية كل من (Aljughaiman, Nofal,2017)، والذي يعد من أفضل نماذج استثارة الدافعية للتعلم (Learning of Motivation)، ويتألف من مكونات أربعة هي: المكون الأول: توليد الانتباه وإدامته (Generating and Sustaining Attention)، ويتضمن ثلاثة مكونات رئيسة هي: الاستثارة الإدراكية، والاستثارة التساؤلية، واستثارة التنوع، وتعمل هذه المكونات مجتمعة أو منفردة على جذب انتباه الطلبة في مراحل الحصة الصفية بشكل متواصل، وليس في بداية الحصة فقط، والمكون الثاني: بناء الصلة ودعمها (Establishing and Supporting Relevance)، ويتضمن ثلاثة مكونات رئيسة هي: التوجه نحو الهدف، والانسجام مع الدافع، والألفة، وترتبط هذه المكونات بالفائدة التي يُكونها الطلبة بين ما يتعلمونه من محتوى مباحث دراسية، وما بين حياتهم الشخصية والواقع العملي الذي يحيونه في حياتهم العملية؛ ودون ذلك تبقى أهداف تعلم الطلبة عاجزة عن تحقيق الفهم لديهم، والمكون الثالث: بناء الثقة (Building Confidence)، ويتألف من ثلاث مكونات رئيسة هي: توقعات النجاح، وفرص النجاح، عالجت تمكين الطلبة من تمييز نقاط قوتهم عن نقاط ضعفهم عبر أنشطة تعليمية -تعلمية مُوجهة لاستكشاف ذواتهم النفسية والأكاديمية، والعمل على تمكينهم من تأكيدها؛ تحقيقًا لتنمية ثقته بذواتهم؛ كي يتمكنوا من ممارسة التعلم بأعلى مستوى من الأداء. والمكون الرابع: إدارة النواتج لتحقيق الرضا (Managing Outcomes for Satisfaction)، من ثلاث مكونات رئيسة هي: الدافعية الداخلية، ومكافأة النتائج، المعاملة العادلة، حيث تؤدي هذه المكونات بتمكين الطلب بالشعور اللطيف (Pleasant feeling) الذي يعقب تحقيق أهدافهم؛ فيؤدي بم إلى الشعور بحالة من الرضا عن ذواتهم. وقد سعتِ الدراسةُ الحالية إلى تبني هذه الأبعاد بمكوناتها الفرعية كأس تم الاستناد إليه في بناء برنامج التعلم المُستند إلى التحفيز (Nofal,2020).
وفي سياق الاهتمام العالمي بنموذج أركس أدرج كل من (Sol&Anderson,2020) عشر خطوات أساسية لتصميم التعليم وفق نموذج أركس (ARCS Model)، هي: جمع بيانات عن المبحث الدراسي، ومن ثم تحديد خصائص الطلبة، وتحليل مستوى دافعية الطلبة، وتحليل مصادر الموارد التعليمية المتوفرة، ووضع قائمة بالأهداف ونظم التقييم، ورصد الاستراتيجيات التعليمية- التعلمية المناسبة، وإتباعها بمجموعة من الإجراءات المحققة لها، ووضع التعليمات المناسبة للطلبة، وتطوير المواد التعليمية المتسقة مع خصائص الطلبة، ومن ثم تقييم تعلم الطلبة وتزويدهم بتغذية راجعة.
ولعل ما فرضته جائحة كورونا (COVID-19) من متغيرات عدة، كان أهمها التوجه نحو التعلم الافتراضي بما يتطلبه من مهارات جديدة وجهت المعلم إلى تصميم دروسه بشكل متزامن (Synchronous) والذي يُعد أحد العناصر المُحفزة لدافعية تعلم الطلبة مقارنة بتصميم الدروس التي تمت بشكل غير متزامن (Asynchronous)؛إ نّه اختبار للرشاقة التنظيمية (Organizational agility) التي يتحلى بها المعلمون المهرة عندما تواجههم تحديات، وفي سياق متصل تُشير دراسة كل من (Durrani & Kamal,2021) أن نموذج (ARCS Model) يمكن تطبقه أيضًا من خلال استراتيجية الصف المقلوب (Flipped- classroom) حيث أظهرت نتائج هذه الدراسة أن استراتيجية الصف المقلوب يسهم في تحسين تحصيل الطلبة ودافعيتهم نحو التعلم، ودعم كفاءتهم الذاتية (Self- sufficiency). كما أظهرت دراسة (Tan,2020) الطلبة فقدوا كثيرًا من دافعيتهم للتعلم أثناء التعلم الافتراضي في أثناء جائحة كورونا؛ نتيجة عوامل عدة لعل أهمها ضعف بيئة التعلم، وما تتضمنه من قلة أو انعدام التفاعل الاجتماعي مع أقرانهم ومعلميهم؛ مما أوجدهم في عزلة لم يألفوها؛ مما فرض على المعلمين توظيف الاستراتيجيات التعليمية-التعلمية التي تعزز جذب انتباه الطلبة وتحفزهم لتعلم محتوى المباحث الدراسية المتنوعة (Ismailov, Ono, 2021)
التعلم المستند إلى التحفيز Stimulation Based Learning
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
بارك الله فيكم موضوع هام جدا