مدونة أنس عبد الكريم محمود


المرأة بين المساواة والأستغلال( مقال )

أنس عبد الكريم محمود | Anas Abdul kareem m


29/02/2020 القراءات: 3502  



انا رجل. وانت مجرد امرأة وعليك ان تسمعي كلامي وتطيعيني.
كلمة نسمعها كثيرا من بعض من ينبت لهم الشعر تحت انوفهم. .وهم
اغلبهم تجدهم مع النساء الاخريات ( أنعم من الدخن) كما يقول اهلنا.
وهذا بالطبع هو آتٍ من نزعة التسلط المتغلغلة في هذه النفوس المترددة.
نحن كمجتمع نتعامل مع المرأة بنزعة متسلطة مليئة بالقسوة ونكران الذات وهذا كله آت من القيم المجتمعية الراسخة في ذهننا اضافة الى نزعة الاستخفاف بالأخر. مع العلم فان هناك الكثير من الرجال يحترمون النساء بشكل مفرط ومبالغ فيه.
ولا نستطيع ان نلقي اللوم على البيئة او طبيعة الشعوب او اختلاف الجنس والعرق.. ففي اغلب المجتمعات هناك احترام وهناك اذلال مع وجود عادات مجتمعية مفرطة لدى بعض الشعوب والقبائل المتفرقة على ارض المعمورة.
وبالتأكيد ليس للدين علاقة بهذه القيم او المفاهيم لان الاديان السماوية في جوهرها حثت على المساواة والعدل و احترام الذات الإنسانية مهما كان لونها او شكلها . اما تغير فهم تلك القيم وتحرفيها حسب الاهواء ليس له علاقة بجوهر الدين.
وبالطبع اذا اردنا ان نتحدث عن الدين الاسلامي كوننا مسلمين.. فأن الدين الاسلامي من اكثر الاديان التي اعطى للمرأة حقها واحترامها واثبت لها حقوقها الشرعية من الارث وتفاصيل الحقوق الزوجية والمهر وكل ما يتعلق بحقوقها من خلال الحديث النبوي والقرآن الكريم.
ومن يتحدث عكس ذلك فهو مخطئ كثيرا ولم يعرف حقيقة الدين الاسلامي الحنيف ، ورغم كل ما فعله المتشددون ليشوهوا صورته ، مازالت مبادئه هي الامثل والأقوم بين كل الشرائع السماوية، لان الله قد تكفل بحفظ القرآن الكريم ( انا انزلنا الذكر وانا له لحافظون)).
ولذلك بقيت تلك الآيات التي تصون حق المرأة في الحياة لم تمسسها أيدي المزورين والمحرفين . ومنها ما اثبت حق ارثها ( (لِّلرِّجَالِ نَصِیبࣱ مِّمَّا تَرَكَ ٱلۡوَ ٰ⁠لِدَانِ وَٱلۡأَقۡرَبُونَ وَلِلنِّسَاۤءِ نَصِیبࣱ مِّمَّا تَرَكَ ٱلۡوَ ٰ⁠لِدَانِ وَٱلۡأَقۡرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنۡهُ أَوۡ كَثُرَۚ نَصِیبࣰا مَّفۡرُوضࣰا)[سورة النساء 7].
وكذلك ما أكد حقوقها عند طلاقها (وَإِن طَلَّقۡتُمُوهُنَّ مِن قَبۡلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدۡ فَرَضۡتُمۡ لَهُنَّ فَرِیضَةࣰ فَنِصۡفُ مَا فَرَضۡتُمۡ إِلَّاۤ أَن یَعۡفُونَ أَوۡ یَعۡفُوَا۟ ٱلَّذِی بِیَدِهِۦ عُقۡدَةُ ٱلنِّكَاحِۚ وَأَن تَعۡفُوۤا۟ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۚ وَلَا تَنسَوُا۟ ٱلۡفَضۡلَ بَیۡنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرٌ)
[سورة البقرة 237].
وما أتى ذكره عن المهر (وَءَاتُوا۟ ٱلنِّسَاۤءَ صَدُقَـٰتِهِنَّ نِحۡلَةࣰۚ فَإِن طِبۡنَ لَكُمۡ عَن شَیۡءࣲ مِّنۡهُ نَفۡسࣰا فَكُلُوهُ هَنِیۤـࣰٔا مَّرِیۤـࣰٔا)
[سورة النساء 4]. وغيرها الكثير من الآيات والاحاديث التي حثت على احترام الزوجة والمرأة والاخت والبنت.
ولكن مع كل هذا الاعتبار للمرآة الا حاول الاسلام ان يحافظ عليها كجزء مصون ومكرم.. أتى مبتدعو الحداثة لينقلوا لنا مفاهيما جديدة تحت عنوان الحرية الشخصية.
فصوروا لنا المرأة وهي عارية ومتبرجة وتكشف عن جسدها تحت ذريعة الموضة ومواكبة العصر وحرية التعبير ومبدأ المساواة مع الرجل .. والذي كان من اكبر الجرائم بحق تلك السيدة الرقيقة التي اقحمت نفسها في المصانع والمعامل والاعمال الشاقة لتثبت نفسها متكافئة مع الرجل ، بينما كانت هي ( القارورة) الرقيقة التي اوصانا بها رسولنا بالترفق بها فهذه الشفافة المليئة بالعطر .. حولت نفسها الى عامل مكدٍ ومُتعَب بالهموم والمشاكل.. متناسية ان (الجنة تحت اقدامها).. إذا اصبحت أماً.. هذه الرقيقة آثرت على نفسها أن تظهر بمظهر الصلبة العنيفة.. وهي في الحقيقة تلك الأنيقة اللطيفة التي وضع الاسلام لها كل تقدير واحترام.
أرادوها ان تتدافع في كل مجالات العمل لأنهم استغلوها أبشع استغلال.. وكسبوا من خلالها الأموال بعدة طرق القبيح منها والمقبول.. وفي نهاية مقالنا لا يسعنا الا ان نقول.. رسالة الى كل النساء.. كوني أنتِ..


مرأة، مساواة، مقال، حقوق


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع