مدونة نفوذ سعود أبو سعدة


كيف نتغلب على سلوك التنمر المدرسي لدى الأطفال.

نفوذ سعود أبو سعدة | Nofouth Soud Abu Sada


28/10/2019 القراءات: 1284  



يبحث المهتمون بالعملية التربوية ظاهرة العنف الشديد في المدارس بين الطلاب والذي بلغ حدا من الشراسةلدرجة أن العالم بدأ يتعامل معه باسم توصيفي جديد وهو "التنمر المدرسي", كدلالة على تحول السلوك الإنساني لسلوك مشابه للسلوك الحيوانات في الغابة, حيث لا بقاء لضعيف ولا احتكام إلا للغة القوة دونما مراعاة لخلق قويم أو لسلوك فاضل أو ضمير متيقظ، وعليه بدأ التنمر المدرسي يلقى اهتماما غير عادي من المهتمين بقضايا ومشكلات التربية والتعليم في جميع أنحاء العالم، حيث أن هذه المشكلة تعتبر سببا هاما ومؤثرا في تعثر الكثير من الطلاب دراسيا، وقد تدفع بالبعض إلى كُره الدراسة وتركها بالكلية،  فالتنمر هو نوع من أنواع الإيذاء، والعنف والإساءة، يوجهه شخص إلى شخص آخر، أو إلى مجموعة من الأشخاص، أو توجهها مجموعة من الأشخاص إلى شخص ما، يكون هذا الشخص في العادة أقل منهم بدنياً ونفسيًا وقوًة، فهو سلوك مقصود لإلحاق الأذى الجسمي أو اللفظي أو النفسي، أو الجنسي يحصل بشكل موجع ومتكرر من طالب قوي ومسيطر تجاه طالب أضعف منه لا يرد الاعتداء عن نفسه ولا يبادل القوة بالقوة.
ومن أسباب التنمر المدرسي: خلل في أساليب التنشئة الوالدية، النشأة في أسر عدوانية، الاعتياد على الألعاب الإلكترونية العنيفة، كثرة مشاهدة الممارسات العنيفة على التلفاز والفيديو، تفشي العنف، الاضطرابات السلوكية.
وكما نعتبر أن الطفل الذي يقع عليه التنمر المؤلم ضحية، وأن التنمر عليه قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على مساره الدراسي وصحته النفسية، فإن الطفل المتنمر الذي يتنمر على الآخرين في تعاملاته،هو ضحية أخرى من نوع مغاير، فهو ضحية سوء التنشئة الأسرية والاجتماعية، ووجودها أشد خطرا على المجتمع من الضحية الأولى, فكلاهما يحتاج للعلاج النفسي والسلوكي, وكلاهما لابد من تخليصه من ذلك الضرر, وإلا سنعرض أطفالا آخرين للوقوع في نفس المشكلة، وانتشار تلك الظاهرة بصورة أكبر في المجتمع.
ولا تقتصر تلك المشكلة على صفوف ومدارس البنين فقط إلا أنها موجودة أيضا في مدارس البنات، حيث لاحظت المرشدة التربوية  د. نفوذ أبو سعدة من خلال عملها في مدرسة للمرحلة الأساسية بنات، ومن خلال اللقاءات الفردية والجلسات الجماعية للطالبات، انتشار سلوك التنمر بين الطالبات في المدرسة، ويظهر ذلك في: زيادة أعداد حالات العنف الشديد المحولة من قبل المعلمات، أو من قبل الطالبات ضحايا التنمر للمرشدة التربوية، حيث بلغ عدد الحالات ما يقارب الثلاثين جالة شهريا، وكذلك عجز الطالبات ضحايا التنمر عن الدفاع عن أنفسهن، والتعبير عن مشاعرهن أمام الطالبات المتنمرات، والاستعانة الدائمة بالمرشدة النفسية بالمدرسة للقيام بهذا الدور، وهذا من شأنه أن يؤثر في التوافق النفسي، والمستوى التعليمي لديهن، وبالتالي شعرت المرشدة التربوية بوجود مشكلة حقيقية تحتاج للتدخل المهني، ومن هنا ظهرت فكرة المبادرة وهي مبادرة (بدناش تنمر)، من أجل خفض سلوك التنمر لدى الطالبات المتنمرات، وتنمية السلوك التوكيدي لدى الطالبات ضحايا التنمر.
ومن الأنشطة والفعاليات الوقائية والعلاجية التي قامت بها المرشد التربوية في المدرسة  كما يلي:
 تطبيق استمارة ملاحظة سلوك التنمر من قبل المعلمات، ومقياس ضحايا التنمر، كلاهما إعداد: نفوذ أبو سعدة (2018)، على الطالبات.
 وضع تدخلات فردية وجماعية للطالبات المتنمرات، والطالبات ضحايا التنمر، من خلال تقديم الاستشارات لما يقارب (50) طالبة، والإرشاد الفردي لما يقارب (30) طالبة، والإرشاد الجماعي لما يقارب (100) طالبة، تضمنت جلساته غرس قيم: التسامح، العدالة، الاحترام، قبول الاختلافات، التعاطف، وكذلك التدريب على مهارات: حل المشكلات، إدارة الغضب، الاسترخاء، الاتصال والتواصل، الوسط بين الأقران، التفاوض، حل النزاعات سلميا، القيادة، تعديل الأفكار، توكيد الذات، وذلك بهدف خفض سلوك التنمر لدى الطالبات المتنمرات، وتنمية السلوك التوكيدي لدى الطالبات ضحايا التنمر.
 تنفيذ ورشة عمل مع المعلمات عن أساليب تعديل السلوك الصفي، ناقشت فيها المرشدة التربوية مفهوم السلوك الإنساني، خصائصه، أهداف وخطوات وأساليب تعديل السلوك.
 تنفيذ ندوة لأولياء الأمور عن التنمر ودور الأهل في خفض سلوك التنمر لدى الأبناء.
        تنفيذ حصص التوجيه الجمعي عدد (30) حصة، بهدف الوقاية من سلوك التنمر، تناولت: مفهوم التنمر، مظاهره، أسبابه، أثاره السلبية على المتنمِر والمتنمَر عليه، وتقديم الإرشادات التربوية والسلوكية والنفسية والدينية اللازمة للمتنمرين ولضحايا التنمر.
 تنفيذ الإذاعات الإرشادية بهدف توعية الطالبات بمفهوم التنمر، وأشكاله، والآثار السلبية التي قد تصيب الطالبات المتنمرات، وكيفية التخلص منه، والأضرار التي قد تصيب الطالبات ضحايا التنمر، وكيفية حماية أنفسهن منه. 
 تقديم تقنيات وأنشطة التفريغ الانفعالي للطالبات، بهدف التخلص من الشحنات الانفعالية السلبية، مثل: الاسترخاء، شجرة الحياة، الرعاية الذاتية، الرسم، ألعاب البارشوت.
 عرض اللافتات والبوسترات، وتوزيع النشرات الإرشادية التي تساعد في توعية الطالبات في كيفية التخلص من سلوك التنمر، أو مواجهة التنمر.
ومن النتائج والمخرجات التي تم الحصول عليها:
 انخفاض سلوك التنمر لدى الطالبات المتنمرات بنسبة (80) %.
 تنمية السلوك التوكيدي لدى الطالبات ضحايا التنمر بنسبة (80) %
 تحسن العلاقة بين الطالبات والمعلمات، بمزيد من التفاهم والصراحة.
 انخفاض المشكلات الصفية، بنسبة (80) %، من خلال استخدام المعلمات أساليب تعديل السلوك الصفي.
 زيادة الاتصال والتواصل، وتوطيد التعاون بين أولياء الأمور والمدرسة، من خلال تفاعل أولياء الأمور وتعاونهم مع المرشدة التربوية والمعلمات في جمع المعلومات عن الطالبات، وخفض سلوك التنمر لدى أبنائهم.
هذا وبالله التوفيق د. نفوذ أبو سعدة


التنمر المدرسي الأسباب والعلاج


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


<p>التنمر من الظواهر المدرسية التي يجب العمل علي التقليل من اثارها السلبية علي ابناءنا .موضوع مهم جدا لك التحية علي هذا السرد المميز .</p> <p>&nbsp;</p>