لباس النبي صلى الله عليه وسلم
زهران عمر زهران | zahran omar zahran
11/12/2019 القراءات: 4137
الحمد لله الذي خلق فسوَّى، والذي قدَّر فهدى، والذي أعطى كلَّ شيء خلْقَه ثم هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:
فقد شاع في أواسط كثير من الدعاة حين حديثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم, نقل صورة لا تليق عن هيئة لباسه, ويذكرون أنه كان يلبس لباسا معينا, وكان يلبس المرقع من الثياب. لكننا إن تأملنا في كتب الحديث ونظرنا في كتاب اللباس في جملة منها, وجدنا أن هذا الكلام مجانب للصواب بشكل واضح. فلم يكن لباسه صلى الله عليه وسلم قديمًا باليًا، ولم يكن مختالًا مُتكبِّرًا؛ بل كان يلبس أجمل الثياب ... لبس من الشام واليمن ونجران... لبس من الصوف والقطن والكتان ... لبس القميص والجبة والعباءة، والقَبَاءَ والحِبَرَةَ، والسراويل والخميصة، والإزار والرداء والعمامة، والخُف والنعل... لبس الأبيض والأحمر، والأخضر والأسود والمخطط ... ولم يكن يلبس ثيابًا مرقَّعة كما يقول البعض؛ بل ما ورد في ذلك ضعيفٌ لا يُحتجُّ به". كان إذا طلع على أصحابه أجمل من القمر في ليلة البدر . أخرج الترمذي في الشمائل عن جابر بن سمرة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة أضحيان وعليه حلة حمراء، فجعلت أنظر إليه وإلى القمر، فلهو أحسن كان في عيني من القمر. وفي لفظ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة أضحيان وعليه حلة حمراء، فجعلت أماثل بينه وبين القمر". وأخرج البخاري عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَنَّ أَبَاهُ مَخْرَمَةَ قَالَ لَهُ: يَا بُنَىَّ إِنَّهُ بَلَغَنِى أَنَّ النَّبِىَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدِمَتْ عَلَيْهِ أَقْبِيَةٌ فَهْوَ يَقْسِمُهَا، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَيْهِ فَذَهَبْنَا فَوَجَدْنَا النَّبِىَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِى مَنْزِلِهِ فَقَالَ لِى: يَا بُنَىَّ ادْعُ لِى النَّبِىَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَعْظَمْتُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: أَدْعُو لَكَ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: يَا بُنَىَّ إِنَّهُ لَيْسَ بِجَبَّارٍ، فَدَعَوْتُهُ فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْ دِيبَاجٍ مُزَرَّرٌ بِالذَّهَبِ..". من هنا نعلم أن الأناقة والجمال والنظافة والترتيب سُنَّةٌ ربانيَّة، وتربيةٌ نبويةٌ، يحسُن بالمسلم أن يأخُذَ بها، وأن يجعلها واقعًا يحياه في دنياه، لا أن يأتي إلى مجالس الناس بثياب رثَّة بالية ويقول: هذا زهدٌ، وهذا ورعٌ، وهذا دينٌ وهكذا؛ بل يلبس ثيابًا جميلة، ويضع عطرًا طيبًا؛ ليخرج إلى القوم في أبهى صورة، وأجمل منظر.
فالله جميلٌ يحبُّ الجمال ... والنبي صلى الله عليه وسلم كان أجملَ من القمر في ليلة البدر.
والحمد لله ربِّ العالمين.
لباس النبي جميل