مدونة أ.د نضال العزاوي


التعليم الالكتروني في زمن وباء كورونا بين جدلية الاطار وفاعلية المضمون

أ.د نضال العزاوي | Prof.dr. Nidhal Al-Azawie


30/03/2020 القراءات: 5521  



التعليم الالكتروني في زمن وباء (كورونا) بين جدلية الاطار وفاعلية المضمون   أ.د نضال مزاحم رشيد العزاوي /جامعة تكريت / كلية التربية الانسانية  لقد شهد العالم في مطلع عام 2020 تحولاً جذرياً في نمط الحياة والتواصل بين ابناء المجتمع العربي والمجتمعات الاخرى بسبب ظهور وباء كورونا : ((وهو فيروس يضرب الجهاز التنفسي عند البشر وينتقل بالعدوى وليس له علاج او لقاح لحد الان))، والذي اجتاح العالم من شرقه الى غربه، ومن شماله الى جنوبه. وجاء تأثير هذا الوباء على كل مفاصل الحياة وجوانبها المختلفة. ومن تلك المفاصل والجوانب ( التعليم والتدريس) ، فضلا عن جملة من التحديات الاخرى التي بالأصل تواجه التربية والتعليم العالي، والتي تكمن في تطور تقنيات التعليم وزيادة الإقبال عليه، والانفجار المعرفي الهائل وظاهرة العولمة والذكاء الصناعي، مما حدا بالقائمين عليه إلى ضرورة ايجاد البدائل المناسبة، وإحداث تغيير في طرائق التدريس وأساليبه، وأنماط التعليم، ومجالات التفكير العلمي نحو العملية التعليمية، واختيار القيادة الفاعله القائمة على استثمار الموارد البشرية والتقنية ، وإعدادها الإعداد الملائم لاستيعاب هذه التحديات، وحسن اختيار البدائل في ضوء رؤية واضحة ونظرة مستقبلية واعية لعملية التعليم. يعد التعليم الإلكتروني احد الحلول المناسبة في هكذا أزمات، وهو خير وسيلة لاستمرار العملية التعليمية، والعامل الرئيس على تقويتها، على الرغم من انه أسلوب تعليمي اعتيادي عند الكثير من الدول العالمية ، الا انه يعد جديدا لتقديم المعلومات في العراق ودول المنطقة، كون التعلم عن بعد غير معترف به في الكثير من دول المنطقة ولاسيما في العراق. وان المختصين في مجال التدريس يعرفون جيدا، ان التعليم الالكتروني يساهم في تركيز المعلومات في اذهان الطلبة، وتعليمهم مهارات تقنية أخرى، واثارة حب الولع والاستطلاع عند الطلبة ، ويتصف التعليم الإلكتروني بالحرية للمتعلم؛ إذ يمنح الطالب إمكانية تلقي المعلومات عن بعد، فلا يحتاج الطالب إلى الذهاب لميدان التعليم، وانتظار التدريسي لإعطائه الدروس والمعارف، بل يبحث عن المعلومات التي يريدها في أي وقت وأي مكان يريد، دون الالتزام بوقت وزمان محددين، وذلك من خلال واجبات التدريسي الالكترونية، واستعمال مواقع التعلم المحدد من قبل الوزارة او الجامعة ومواقع الإنترنت الأخرى ولكي تتمكن مؤسسات التربية والتعليم العالي من معايشة عصر وباء ( كورونا) والتعامل في التدريس مع مفرداته البديلة، واستيعاب التعليم الالكتروني وتقنياته التي فرضت نفسها على مختلف قطاعات الحياة المعاصرة، فإن عليها أن تخوض عملية تغيير شامل وجذري يتعدى الشكل إلى المضمون، بحيث يحقق الصورة المناسبة مع متطلبات التعليم الناجح. لذا بدأ العمل في الجامعات العراقية على معالجة توقف التعليم بسبب هذه الجائحة الخطيرة واللحاق بركب التقدم العلمي ومسايرته في جميع النواحي، وأخذت بآليات متعددة لتحقيق ذلك منها: تعديل بعض السياسات الادارية والتدريسية والبحثية من الجانب التقليدي اى الجانب الالكتروني، وتطوير سلوكيات الطلبة في الجانب النظري والتطبيقي من تدريس مباشر الى تدريس الكتروني ، والتأكيد والتركيز دائما على جودة المخرجات رغم صعوبة الظروف الحياتية ، إلا أنها بقيت قاصرة في تحقيق اهداف التعليم الالكتروني كافة بسبب بعض المعوقات منها:- 1- عدم تفاعل العديد من التدريسيين في الجامعات من إدخال وسائل التعليم الإلكترونيّة إلى مجالاتهم إلا بالأوامر الالزامية دون التطوع للعمل بها، مما يجعل عملهم شكليا لا اكثر. 2- قلة الوعي الكامل من قبل الطلبة بأهمية التعليم الإلكتروني ومبادئه على حياتهم الدراسية السنوية والمستقبلية، وانشغالهم بالأحداث الجارية ولاسيما اخبار وباء ( كورونا). 3- قناعة طرفي المعادلة التعليمية (التدريسي والطالب) صعوبة الاعتماد 100% على التعليم الالكتروني من دون التعليم التقليدي، وذلك لأننا سنفقد التأثير والتأثر بين المدرس والطالب. 4- ضعف الخبرة عند التدريسيين في استعمال مهارات التعليم الالكتروني دفع بعض التدريسيين للاستعانة بالطلبة في ادارة صفحاتهم الالكترونية!!! والإطلاع على اسرار الطلبة وإمكانيات التدريسي. 5- صعوبة التواصل الفعال مع الطلبة الكترونيا عن بعد، ولاسيما في مجال الاختبارات الالكترونية ،فقد يجلب لك الطالب النتيجة الاختبارية من موقع الكتروني دون مراقبة من قبل احد. 6- كل تعليم ناجح حينما يكون له اهدف واضحة وزمان ومكان محددين ، ولا يوجد زمن محدد للتعليم الالكتروني في ظل جائحة (الكورونا) يضيع على التدريسي والطالب تحقيق الاهداف المرجوة او المرسومة لهذا التعليم. ويبقى التعليم الالكتروني في ظل ظروف جائحة(كورونا) وآليات تطبيقه وتفعيله، قاصرة عن تحولها إلى واقع ملموس للتدريس الناجح، إذ لا يزال موضعه بين جدلية الإطار وفاعلية المضمون. كتب بتأريخ 30/ 3/ 2020


تعليم الكتروني - وباء كورونا


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع