مدونة أ.د.شيماء علي خميس


التفكير الجانبي ( مفهوم )

شيماء علي خميس | Shaima Ali Khamis


25/10/2019 القراءات: 7431   الملف المرفق



التفكير الجانبي يُعَّد التفكير عملية معرفية وعنصراً أساسياً في البناء المعرفي الذي يمتلكه الإنسان، ويتميز بطابعه الاجتماعي، وبعمله المنظومي الذي يجعله يتبادل التأثير مع عناصر البناء المؤلف منها، إي يؤثر ويتأثر ببقية العمليات المعرفية الأخرى مثل: الإدراك، التصور، التعلم، الذاكرة، ويمكن القول أن التفكير يشمل على ثلاثة أفكار أو جوانب رئيسة، إذ يشير الجانب الأول: إلى إن التفكير عملية معرفية ولكن يستدل عليه من السلوك الظاهر إذ يحدث داخلياً في عقل الإنسان وينبغي أن يستدل عليه بطريقة غير مباشرة، أما الجانب الثاني فيشير إلى أن التفكير عملية معرفية تشتمل على مجموعة عمليات تتحدث في عقل الإنسان، فيما يشير الجانب الثالث إلى أن التفكير موجه ويؤدي إلى السلوك الذي يحل المشكلة أو هو موجه نحو الحل . يُعَّد "ادوارد دي بونو" (Edward De Bono) عند الكثير من الرواد في مجال التفكير والإبداع هو مبتكر مصطلح التفكير الجانبي Lateral Thinking))، وفي عام (1967) تم اعتماد مصطلح التفكير الجانبي وإضافته إلى قاموس "اكسفورد" الانكليزي(Oxford English Dictionary)، ويؤكد "دي بونو" على أن التفكير الجانبي يؤدي إلى كيفية عمل الدماغ بوصفه نظام تنظيم المعلومات ذاتياً، وهو تفكير غير خطي أو متسلسل أو منطقي، فهو يشير إلى الحاجة للتحرك عند معالجة مشكلة ما في اتجاهات وبدائل جانبية ولذلك يعرفه بأنه البحث في حل المشكلات بأساليب غير تقليدية أو غير منطقية بشكل واضح . أوجد "دي بونو" De Bono)) ما يسمى بالتفكير الجانبي، إذ يعد أول من وضع هذا المصطلح، ويقصد به ذلك النوع من التفكير الذي يسعى إلى الإحاطة بجوانب المشكلة التي يجابهها الفرد باحثاً عن حلول لها، أنه ذلك النوع من التفكير الذي يسعى لتوليد المعلومات غير المتاحة عن المشكلة . أنه بهذا المفهوم للتفكير يتجاوز التفكير المنطقي، الذي يولي اهتماماً خاصاً للبحث عن الإجابة بنعم أو لا ، فهو يعتمد معيار القيمتين، بل إن التفكير المنطقي يحكم اسلوب تفكيرنا العادي الذي يهتم بالدفـاع أو الهجوم، فغاية التفكـير المنطقي أن يثبـت إنك على خطأ أو على صـواب . ومن ثم فإننا في أمس الحاجة إلى البحث عن تفكير يتجاوز هذا التفكير المنطقي، وذلك لمعالجة المشكلات المتجددة والمنوعة ، إذ أنه تفكير الإمكانيات المختلفة والبدائل والمواقف المترتبة, فلا عجب أن ترى "دي بونو" يقدم أحد كتبه بعنوان (ما وراء نعم و لا), من هذا المنطلق جاء مفهوم التفكير الجانبي أن هذا الاصطلاح لصيق باسمه منذ عام (1967) ليشير إلى التفكير الذي ينظر الفرد من خلاله إلى المشكلة من زوايا مختلفة، بدلاً من الإلتزام بخط رأسي للسير فيه ، فيتجه هذا النوع من التفكير للإحاطة بمختلف وجهات النظر الأخرى . وعلى الرغم مما ذكر أعلاه فقد تعددت مسميات التفكير الجانبي وفقا لوجهة نظر دي بونو والعلماء التربويين والنفسيين, ومن تلك التسميات : - التفكير الجانبـي . - التفكير الجوانبي . - التفكير الاحاطي . - الإبــــداع الجـاد . - التفكـير المتجدد . - التفكير خارج الصندوق ومن هنا ننطلق لتوضيح كل مسمى وتداخله مع الآخر: جاءت تسمية التفكير الجانبي lateral thinking)) من العالم "دي بونو" (De Bono)، وهي التسمية الأكثر استعمالاً من بقية التسميات الأخرى، وبالمقابل جاءت تسمية التفكير الجوانبي, فيرى مترجمو كتاب تعليم التفكير لـ "دي بونو" (2001)، بأنها الترجمة الأصح وهي أكثر اتصالا بالمفهوم، إذ إن كلمة الجانبي تدل للوهلة الأولى على أمر ثانوي لا قيمة له، ولكن يمكن القول أن كلمة الجوانبي هي جمع تكسير لكلمة جانب وهي تشير إلى التعددية في أكثر من جانب, ولو رجعنا إلى كلمة(lateral) فهي كلمة بصيغة المفرد لا بصيغة الجمع، وبناءً عليه فان تسمية التفكير الجانبي أكثر ملائمة من التفكير الجوانبي، أما التفكير الإحاطي هو ذلك النوع من التفكير الذي يسعى إلى الإحاطة بجوانب المشكلة التي يجابهها في البحث عن حلول لها .


التفكير الجانبي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


وفقكم الله