مدونة ارواء فخري عبد اللطيف


المثقف والمتعلم وتقبل الاخر

ارواء فخري عبد اللطيف | ARWAA FAKHRI ABDULATEEF


28/06/2021 القراءات: 1949  


ليس كل من تعلم ودرس ودخل الجامعة او كسب معرفة يعد انسانا مثقفا ، فالمثقف الحقيقي هو كل من له تفكير علمي نقدي يكشف به عن المسلمات والبديهيات الزائفة السائدة في المجتمع ويطرح الحلول ويتناول قضايا المجتمع بالعقل والمنطق وتقبل الراي الاخر .
وفي الحديث عن الفرق بين الانسان المتعلم والمثقف يرى استاذ علم الاجتماع الدكتور "علي الوردي" في كتابه (خوارق اللاشعور واسرار الشخصية الناجحة) هو ان تعريف المثقف بين اللغوي الذي يصفه الحذق ، وسرعة الفهم ، والفطنة ، والذكاء وسرعة التعلم ، حيث يحمل بين بنيان فكره شيء من كل شيء مع سعة افقه والقدرة على محاورة الاخر ، واستيعاب الاراء المختلفة وتقييمها ونقدها وتقبل الاخر بروح اخلاقية عالية . اما المتعلم فهو المتخصص الاكاديمي الذي لا يخرج نتاجه الفكري واهتماماته الا ضمن دائرة عمله .
اما المقياس الذي يبين الفرق بين المثقف والمتعلم يقول "علي الوردي" (ان المقياس هو مبلغ ما يتحمله الشخص من اراء مخالفة لرايه ، فالمثقف الحقيقي يكاد لا يطمئن الى صحة رايه ، ذلك ان المعيار الذي يزن به صحة رايه غير ثابت فهو يتغير من وقت لاخر ) .
ان المجتمعات الراكدة التي تشيع فيها قيم التخلف والجهل والخرافات والاساطير تجد السند الاكبر لها من قبل المتعلمين الذين لا يملكون روح النقد والتمرد ضد الموروثات والعادات الاجتماعية المتخلفة ، بل على العكس يكونون من ابرز المدافعين عنها ضد اي عملية تغيير او نقد او تصحيح لهذه الموروثات . فالمشكلة الحقيقية التي تعيشها مجتمعاتنا هو شيوع أمية التفكير السليم ، التفكير العلمي والمعرفي الناقد لكل الظواهر والعادات السلبية في مجتمعاتنا . لذلك نحن الان بامس الحاجة الى المثقفين الذين يتقبلون التغيير الى الافضل وليس القبول والرضوخ بحجة الدفاع عن الثوابت التي تدخل تحت مسميات دينية واجتماعية .


المثقف / المتعلم / ثقافة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع