مدونة د. محمد سلامة الغنيمي


تشويه رجال الدين: بين حبال المؤامرة وصون الهوية

د. محمد سلامة غنيم | Dr. Mohammed Salama Ghonaim


07/02/2025 القراءات: 7  


لطالما تساءل البعض عن سرّ الحملات المتكررة التي تستهدف قدوة الأمة وعلماءها، وكأنما تُحاك خيوطها في ظلامٍ يُنكر فضلَ منار الهدى. والحقيقة المُرة تكمن في مخططٍ قديمٍ يتجاوز حدود الزمن، يُراد به اقتلاعُ جذور الهوية الإسلامية، وإسقاطُ حصونها الروحية التي تحمي وعي الأمة من التيه.

في هذا السياق، يُلقي الكاتب الصهيوني "إيرل بوغر" في كتابه "العهد والسيف" (1965) بتصريحٍ صارخٍ يكشف الغطاء عن جوهر الاستراتيجية، حيث يقول نصًّا:
*"إن وجود إسرائيل قائمٌ على مبدأٍ واحد: أن العرب سيدركون يومًا ضرورة التعاون معنا، ولن يتحقق هذا إلا باجتثاث كلّ مَن يذكي نار العداء تجاهنا في قلوبهم، وأول هؤلاء هم رجال الدين وقادة الفكر الرافضون للانصياع."

هذا الاعتراف ليس مجرد سطرٍ في كتابٍ عفا عليه الزمن، بل هو مرآةٌ تعكس واقعًا نعيش فصوله اليوم؛ فاستهداف العلماء والمشايخ ليس هجومًا عشوائيًا على أفراد، بل هو ضربٌ متعمَّدٌ لرموز الإرشاد الذين يحفظون للأمة عقيدتها، ويصونون إرثها من التذويب في بوتقة التغريب. إنها حربٌ على الوعي الجمعي تُدار بدهاء، تهدف إلى تفريغ المجتمعات من مناعتها الفكرية، وتمهيد الطريق لسيطرة ثقافة الاستلاب التي تجعل الأمة غثاءً بلا روحٍ أو مرجعية.

واليوم، حيث تتكشف الأوراق وتنكشف المخططات، يقع على عاتق كل غيورٍ أن يقف حارسًا لثوابت الأمة، وأن يدرك أن الهجوم على رجال الدين هو اختراقٌ لبُنية الهوية نفسها. فلنكن يقظين أمام هذه الألاعيب، ولنُعيد للعلماء مكانتهم كسُدنةٍ للفكر وقادةٍ للصحوة، ففي صلاحهم صلاحٌ للأمة، وفي تشويههم تفكيكٌ لأسس وجودها.

"إنما يُخشى على الأمة من جاهلٍ يُفتي، أو عالمٍ يُسكت."
فلنرفع صوت الحكمة في زمن الضجيج، ولنحمِ شعاع الهدى من أن تُطفئه رياحُ الأجندات الخفية.

#الهوية_أولًا
#حصون_الوعي
#لا_للتغريب

---
شاركونا رأيكم: كيف نحمي مؤسساتنا الدينية من الاستهداف الخارجي؟ 🤔


تربية، فكر، نهضة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع