التنكيس في قراءة القرآن الكريم
د شريف عبد العليم محمود | shareef abdelaleem mahmoud
27/06/2021 القراءات: 8797
أولا: تعريف التنكيس :
التنكيس في اللغة : مأخوذ من النكس ، وهو : قلب الشيء ورده ، وجعل أعلاه أسفله ، ومقدمه مؤخره.
ثانيًا: أقسام التنكيس
ينقسم التنكيس إلى أربعة أقسام:
1- تنكيس الحروف: وهو أن يقرأ الحروف معكوسة، أي : يقرأ الحرف الأخير من الكلمة ، ثم الذي بعده وهكذا....
2- تنكيس الكلمات: وهو أن يقرأ الآية من آخرها إلى أولها.
3- تنكيس الآيات: وهو أن يبدأ من آخر السورة فيقرأها إلى أولها مقلوباً، أي: أن يقرأ الآية ثم التي قبلها ثم التي قبلها وهكذا....، أو أن يقرأ بعض الآيات، من آخر السورة في ركعة، ثم يقرأ بعض الآيات في وسط السورة أو في أولها في ركعة أخرى.
4- تنكيس السور: هو أن يقرأ السور على خلاف ترتيب المصحف، كأن يبدأ من المعوذتين ثم يرتفع إلى البقرة ويختم بالفاتحة.
ثالثًا: حكم التنكيس:
1- حكم تنكيس الحروف، الكلمات:
لا خلاف بين العلماء في حرمة تنكيس الحروف والكلمات
قال الإمام ابن مفلح المقدسي : " وتنكيس الكلمات محرم".
وقال البهوتي: (ويحرم تنكيس الكلمات) أي: كلمات القرآن، لإخلاله بنظمه (وتبطل به الصلاة) لأنه يصير بإخلال نظمه كلاما أجنبيا، يبطل الصلاة عمده وسهوه".
2- حكم تنكيس الآيات :
النوع الأول: وهو أن يبدأ من آخر السورة فيقرأها إلى أولها مقلوباً.
فلا خلاف في تحريمه عند جمهور أهل العلم .
وذهب بعض العلماء إلى أنه المراد بقول ابن مسعود t في هذا الأثر فقد قيلَ لِعَبْدِ اللهِ : إنَّ فُلانًا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَنْكُوسًا، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : ذَاكَ مَنْكُوسُ الْقَلْبِ.
قال الإمام النووي : وتأول نهي بعض السلف عن قراءة القرآن منكوساً على من يقرأ من آخر السورة إلى أولها" .
وقال الإمام ابن بطال : " وأما ما روي عن ابن مسعود ، وابن عمر : أنهما كرها أن يقرأ القرآن منكوساً ، وقالا : ذلك منكوس القلب . فإنما عنيا بذلك من يقرأ السورة منكوسة ويبتدئ من آخرها إلى أوله.
قال الإمام النووي رحمه الله : " وأما قراءة السورة من آخرها إلى أولها فممنوع منعًا متأكدًا فإنه يذهب بعض ضروب الإعجاز ويزيل حكمة ترتيب الآيات .
وقال الإمام ابن بطال عن تنكيس الآيات : " هذا حظره الله تعالى ومنعه في القرآن لأنه إفساد لسوره ومخالفة لما قصد بها .
وقال الإمام السيوطي : " وأما قراءة السورة من آخرها إلى أولها فمتفق على منعه لأنه يذهب بعض نوع الإعجاز ويزيل حكمة الترتيب" .
أما النوع الثاني: وهو أن يقرأ بعض الآيات، من آخر السورة في ركعة، ثم يقرأ بعض الآيات في وسط السورة أو في أولها في ركعة أخرى.
فهو خلاف الأولى، وذهب البعض إلى الكراهية ، لأنه خالف الترتيب .
قال حمد بن عبد الله "تنكيس الآيات وهذا مكروه عند أكثر الفقهاء وهو مذهب الجمهور، وعن الإمام أحمد عدم كراهيته"
2- حكم تنكيس السور :
اختلف العلماء فيه بين الجواز والمنع
سبب الخلاف :
اختلاف العلماء في ترتيب السور فمن قال : إن ترتيب السور توقيفي ذهب إلى منع التنكيس ، ومن قال : إن ترتيب السور باجتهاد من الصحابة ذهب إلى القول بالجواز .
لكن الراجح : هو أن ترتيب سور القرآن توقيفي وعليه يكون التنكيس ممنوعًا ، والأولى أن يُقرأ القرآن على ترتيبه في المصحف .
قال الإمام النووي في التبيان : " الاختيار أن يقرأ على ترتيب المصحف ، فيقرأ الفاتحة ثم
البقرة ، ثم آل عمران ، ثم ما بعدها على الترتيب ، وسواء قرأ في الصلاة أو في غيرها ، حتى قال بعض أصحابنا : إذا قرأ في الركعة الأولى سورة : (قل أعوذ برب الناس) ، يقرأ في الثانية : بعد الفاتحة من البقرة ... ودليل هذا أن ترتيب المصحف إنما جعل هكذا لحكمة ، فينبغي أن يُحافظ عليها إلى أن قال : وقد كره جماعة مخالفة ترتيب المصحف"
وقال الإمام ابن قدامة المقدسي : والمستحب أن يقرأ في الركعة الثانية سورة بعد السورة التي قرأها في الركعة الأولى في النظم لأن ذلك هو المنقول عن النبي e .
قلت : ولا يتعارض هذا مع التصريح للصبي والعجمي بالبداية بالمفصل .
وذلك لأن الرخصة في تعلم الصبي والعجمي من المفصل لصعوبة السور الطوال عليهما فهذا عذر فأما من قرأ القرآن وحفظه ثم تعمد أن يقرأه من آخره إلى أوله فهذا النكس المنهي عنه وإذا كرهنا هذا فنحن للنكس من آخر السورة إلى أولها أشد كراهة أن كان ذلك يكون"([1]).
والله أعلم
*****
ـــــــــــــــــ
التنكيس
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
جزاك الله خير وزادكم الله علماً ومعرفة ونفع بكم