مدونة د علي الشيخي


تربية الأبناء على تعظيم الله

د علي الشيخي | dr Ali Alsheikhi


31/05/2020 القراءات: 1958  


يمكن أن نربي أبناءنا على تعظيم الله , وفق الممارسات التالية :
• يقول الله تعالى :{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (لقمان : 13) , ما أجمل أن نزرع في نفوس أبنائنا منذ الصغر عقيدة التوحيد الخالص , التي تنزه المولى سبحانه عن النّد والشريك , لينشأ الأبناء على توحيد الخالق , ومراقبته سبحانه في السر والعلن.
• إذا نادى المؤذن للصلاة , فقال : الله أكبر , فيجب أن يكون الله أكبر من مباريات كرة القدم ومن المسلسلات التلفزيونية , ومن النوم المعسول الذي تفوت بموجبه صلاة الفجر, فهلاّ ربينا أبناءنا على أن الله أكبر من كل متاع وزخارف الدنيا .
• بين سبات الرابعة فجراً , وهدير السادسة صباحاً , تختلف اهتمامات الآباء والأمهات , فمنهم من يشفق على الأبناء في الساعة الأولى , فلا يريد أن يزعجهم , وينغص عليهم لذيذ نومهم , بينما في الساعة الثانية , يطلقون صافرات الإنذار لاستنفار أبنائهم استعداداً للذهاب إلى المدارس , وذلك من أجل مستقبلهم على حد تعبيرهم , فهل يحق لعاقل أن يفضل مستقبل فانٍ على مستقبل سرمدي , أفلا ترون أن هذه المقارنة غير رشيدة ؟! , وليعلم هؤلاء أن التوفيق والنجاح الدنيوي يكون نتيجة للاستقامة والصلاح . (طلاب تحفيظ القرآن الكريم أنموذجاً) .
• أيها الآباء , اربطوا علاقة أبنائكم بخالقهم وذلك من خلال سؤال الأبناء عن العلاقة بين بعض المشاهد التي تمرّ أمام ناظريكم بأسماء الله وصفاته , فلو رأينا طائراً , فإنه يمكننا سؤالهم , كأن نقول لهم : ما أسماء الله وصفاته التي يذكرنا بها هذا الطائر؟ فقد يقول أحدهم : يذكرنا بالخالق , ويقول ثان يذكرنا بالرزاق , ويقول الآخر : يذكرنا بالقدير, وهكذا .
• أيها الآباء حبذا لو نستبدل عبارات اللوم لأبنائنا (عيب , انتبه لا يراك أحد , احذر أن يراك أحد والديك , احذر أن تعمل مخالفة مرورية فيراك شرطي المرور مثلاً ) , وذلك بأن نستبدلها بقولنا : يا بني اتق الله , أو بسؤاله : هل هذا العمل يرضي الله ؟ أو كأن نقول له : يا بني استغفر ربك , ولا تعد لمثله مرة ثانية , فبمثل هذا نربي في الأبناء مراقبة الخالق سبحانه , واستشعار عظمته .
• يقول تعالى :{قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} (الشعراء : 62) , على الآباء أن يربوا أبناءهم على أن من كان الله معه , فلا يبالي بأي قوة كانت , فمن الله وحده النصر والتأييد , وهو الذي يرشد ويدل إلى طرق النجاح والفوز.
• أيها الآباء ربوا أبناءكم على ملازمة الدعاء , فهو المنقذ للإنسان في الكربات , أفلا ترى أن الله قد نجى يونس عليه السلام عندما التقمه الحوت , لملازمته هذا الدعاء (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) , ففي هذا الدعاء اعتراف بإلوهية المولى ووحدانيته سبحانه , ثم إقرار بالذنب والتقصير .
• هلّا استثمرنا قصص القرآن الكريم في ربط الأبناء بخالقهم , وأن المعاصي سبب في زوال النعم , وهذا ما جسدته لنا قصة سيدنا آدم عليه السلام وأمنا حواء عندما أكلا من الشجرة التي أمرهما الله بعدم الاقتراب منها , قال تعالى : {وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} (البقرة : 35).
• يجب أن يزرع الوالدان في نفوس أبنائهم أن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء , فلا يظن ظانٌ أن استتاره عن أعين الناس في عمل مشين يجعله بمنأى عن عقاب الله , يقول تعالى :{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (الحديد : 4).
• أيها الآباء اربطوا أبناءكم بوجوب شكر نعم الخالق علينا , وعدم استعمال هذه النعم في معصيته سبحانه , فنعمة العينين لا ينبغي أن ننظر بها إلى الحرام , ونعمة الرجلين , لا ينبغي أن نمشي بها إلى بؤر الحرام , ونعمة العقل لا ينبغي أن نسخره في التخطيط لأعمال لا ترضي وجهه سبحانه , أو ليس فيها نفع للشخص أو للمجتمع .
• يقول الشيخ العريفي : دخلت مجلساً فسلمت على الحاضرين , فلما وصلت إلى أحدهم فمددت إليه يدي لأسلم عليه , فلم يبادلني السلام بيده واكتفى بهزّ رأسه , وقال : حياك الله يا شيخ , فنظرت إليه , فإذا يداه مبتورتان من الكتف , وبعد جلوسي دارت القهوة على الحاضرين وقدم لنا من أطايب التمر , فنظرت إلى صاحبي , وكأن لسان حاله يقول : هلاّ وضع أحد تمرة في فمي , وأسقاني فنجان قهوة مما تنعمون به , ثم ماذا سيكون حاله لو احتاج إلى الحمام , فيا من تنعمون بنعمة اليدين أشكروا الله على هذه النعمة , ثم هلا ربينا أبناءنا على شكر الخالق على نعمه الجليلة وآلائه العظيمة .


تربية الأبناء تعظيم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


زادكم الله علما - سلوكيات جميلة ترسخ تعظيم الله في نفوس الأبناء


موضوع مميز د.علي نفع الله بكم