القدرة على الاختيار: فاشل أو ناجح إنه اختيارك
الدكتور مصطفى بوهبوه | mostafa bouhbouh
11/05/2020 القراءات: 3569
نعم ليس بمقدورنا أن نختار لون بشرتنا ولا أن نولد أذكياء أو أغنياء ولا أن نلد في بيئة فيها جميع احتياجاتنا بل هذا مستحيل فالإنسان في هذا الأمر مسير لا مخير، ولا مجال لنا هنا لنناقش موضوعا عقديا هل الإنسان مخير أم مسير؟، بقدر ما يهمنا أن نناقش أن للإنسان قدرة على الاختيار مع العزيمة والإرادة والأخذ بالأسباب طبعا، القدرة على اختيار طريقة عيشه طريقة تفكيره، له القدرة على اختيار مصاحبة الناجحين أو السلبيين، له القدرة على اختيار طريق الكفر أو طريق الإيمان له القدرة على اختيار طريق الفجور أو طريق التزكية؛ قال تعالى: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾.
فاشل أو ناجح إنه اختيارك أيها الإنسان، إلا أن الفرق بينها تتبين في أن الناجح يتحمل مسئولية حياته، والفاشل يختار دائما وغالبا طريق تقديم الأعذار والتشكي وإلقاء اللوم على الآخرين، أظنك سمعت بقصة امرأة فرعون آسية بنت مزاحم رضي الله عنها المرأة التي كان لها الفضل بعد الله تعالى في انقاذ موسى عليه السلام وتربيته، هذه المرأة المباركة التي جعلها النبي صلى الله عليه السلام من النساء اللواتي كملن أي في جميع الفضائل وخصال البر والتقوى، رغم أنها كانت تعيش في قصر وزوجة ملك إلا أنها اختارت طريق الله ورسوله موسى عليه السلام فآمنت برسالة موسى وكفرت بطاغوت فرعون وجبروته، ولم يثنيها ذلك عن رضى الله تعالى وجنته، فكان جزاؤها عند الله أن بنى لها بيتا في الجنة. نعم إنها القدرة على الاختيار.
وهنالك نموذج آخر يتمثل في ابن نوح عليه السلام ابن أكبر داعية في التاريخ الإسلامي إلا أنه اختار طريق الكفر والعصيان فعصى الله وأباه فكان مصيره الغرق في الدنيا والعذاب في الآخرة.
فاختر لك أخي اختي طريقا يسلك بك دروب الناجحين الفائزين وهذا يرجع لك أنت وحدك لأنك أنت القادر على الاختيار؛ لأنك أنت من تتحكم في عالمك الداخلي غي مشاعرك في أحاسيسك في أفكارك. أم العالم الخارجي أعني المجتمع ومكوناته فهو خارج عن سيطرتك وليس باستطاعتك أن تتحكم فيه.
القدرة ــ الاختيار
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع