مقتطفات من محاضرة في جمالية الفن الاسلامي
أ. د.صبا قيس الياسري | DR.SABA QAIS ALYASIRI
05/09/2021 القراءات: 3112
محاضراتي الشخصية
الفن الإسلامي جاء إضافة جمالية مجانية غير نفعية وليس له وظيفة دينية معينة ، مع ما يعكسه من تأمل في قدرة الخالق ، فهو حمل التأثير الديني بأجوائه الروحية وتصوراته الجمالية ولكنه لم يكن لخدمة الدين بأي شكل من الأشكال.وبالفعل فالفن الإسلامي لم يكن خلال مراحل تطوره كلها، وسيلة لشرح مفاهيم الدين الإسلامي ، كما أنه لم يكن مجسداً للآلهة أو الأبطال أو الخرافات، بل كان مجسداً لصورة التأمل الإنسانية للنفس العابدة لخالقها ، فليس أجمل من الوردة والزهرة المتعاشقة مع الخط العربي والمؤطرة بالحواشي الزخرفية والهندسية فهي تعكس تأملنا لله وخلقه من الطبيعة والكون ، خاصة إذا كان التأمل بحد ذاته صورة من صور التعبد . وإذا تأملنا الفن الإسلامي جيداً سنجد أنفسنا تُسَبّحُ باسم الله أمام الجمال الذي تنطوي عليه المادة بما تعكسه من روح الدين والعقيدة ، فهو صلاة أخرى طواعية للجمال الإلهي المتجلي في المادة . وفيما وراءها وتأثيراتها في النفس المؤمنة المطمئنة والواثقة بقدرة الله ، وأن الإنسان قد خلقه الله قادراً وجميلاً ليبدع هذه الصور الجمالية التي تعكس رؤى وعلاقة الفرد بالله أو بمعنى آخر صلاة الروح المخلوقة لله القادر الخالق . وبعد تحليل نماذج الفن الاسلامي و ما جاء فيها من تاثيرات من حيث انعكاس العقيدة في العمل الفني ، والهوية من خلال الرمز الذي يحمله العمل. فالإنسان منذ القدم وعبر الحضارات ظلت هناك معايير وثوابت في حياته ، وتبقى لديه الحاجة إلى الهوية والدين ، حاجات مهمة ومتطلبات لاكتمال الشخصية التي تحمل خصوصيتها لكل عصر ولكل ظرف، بيئياً أو مناخياً أو دينياً أو ثقافياً ...إلخ .
الفن ، الاسلامي ، الوظيفة ، الجمالية
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة