فروض الكفاية في الشريعة الإسلامية
محمد حسين محمد الدليمي | Mohammed Hussain Mohammed Aldilemi
17/12/2020 القراءات: 4637
يعرف العلماء فرض العين على أنه الفرض الذي يطلب فعله من كل مكلف بالغ عاقل، ويعرفون فرض الكفاية على أنه الفرض الذي يطلب حصوله وتحصيله من المكلفين، لا من كل واحد بعينه، ومن أوضح أمثلة فروض العين الصلوات الخمس، وصوم رمضان، ومن الأمثلة التي يضربها العلماء لفروض الكفاية: تعلم العلوم، فلا يجب على كل الأمة أن تتعلم الطب والهندسة والإدارة والفيزياء والحديث والفقه وأصوله، ولكن يجب على فئة من الناس كما قال الله تعالى في سورة التوبة 122: وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ، إلا أنه ينبغي أن نميز بين فروض الكفاية كما تميز الشريعة دائما بين سائر الأمور وتعطي كل شيء وزنه وأهميته كما جعل النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان شُعَباً ومراتبَ فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، وكما أجاب النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال، فقال الصلاة على وقتها ثم بر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله، ومن تلك الفروض الكفائية الفروض التي تمس مصلحة الأمة كلها ووجودها، مثل الصناعات والعلوم التي تكون سببا إلى قوة الأمة وعزتها، كما إن غيابها سبب مباشر إلى ضعف الأمة ووهنها وتغلب العدو عليها، لذلك فإن مثل هذه الفروض الكفائية في تعلم العلوم ينبغي المبادرة إليه من الجميع، وعدم الانتظار من الآخرين ليسدوا مكان القاعدين عنها، كما أن العلوم على وجه العموم فرض عين على الأمة أن لا يخلو فرد منها من علم ينتفع به، ومن كان متمكنا في علم من العلوم فتركه مع حاجة الأمة إليه كان آثما والله أعلم، ومن ذلك قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ الإمام مالك: لا ينبغي لمن كان عنده شيء من العلم أن يضيع نفسه، وهو قول دقيق يحمل المعنيين: فرض العين والكفاية. لذا ينبغي علينا أن ننشر العلوم كلها في الأمة وأن تكون ثقافة نشر العلم وتعليمه كالنفس يجري في صدورنا، لنحيى حياة كريمة عزيزة نعبد الله تعالى فيها على بصيرة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
فرض العين، فرض الكفاية، المكلفين،
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
ربيعة بن أبي عبد الرحمن والذي يسمى ربيعة الرأي لرجاحة عقله ورأيه، وكان جوادا كريما أنفق أربعين ألف دينار على طلابه وأصحابه.