باحث طه ياسين محمد الزيباري


خرج العراقيين للشوارع للتظاهرات

باحث / طه ياسين محمد الزيباري | Taha Yaseen Mohammad Zebari


05/10/2019 القراءات: 2870  


عشرات الآلاف من العراقيين خرجوا للتظاهرات، العاصمة بغداد ومحافظات جنوبي البلاد، ولحقتها محافظات الوسط ديالى وكركوك والموصل.
للاحتجاج على الوضع المتردي في البلاد من الخدمات الصحية والإنسانية والفساد الإداري، وهذه التظاهر جاءت تلبية لدعوة أطلقها ناشطون من التيار المدني عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقامت الحكومة العراقية باتخاذ إجراءات أمنية مشددة في بغداد وأغلب المحافظات، التي تستعد للمشاركة في المظاهرات.
في بغداد انتشرت القوات الأمنية بشكل مكثف في ساحة التحرير بوسط العاصمة بغداد وتعتبر المقر الرئيسي للمتظاهرين، وهي قريبة من منطقة الخضراء التي تضم مقرات الحكومة والبرلمان.
ودخلت القوات الأمنية منذ الثلاثاء الماضي في حالة الإنذار"ج" تعتبر من أعلى درجات الحيطة والحذر، وانتشرت في محيط الدوائر الحساسة في المنطقة الخضراء وعلى جانبي الطريق فيها، وكثفت تواجدها في ساحة التحرير وجسري السنك والجمهورية، تحسبا لعودة المتظاهرين الذين تم تفريقهم مساء يوم الأربعاء بالرصاص الحي والغاز المسيل لدموع والماء الحار، وفقا لوكالة الأنباء "نينا".
الاحداث:
في بغداد قاموا عدد من المتظاهرين من أهالي مدينة الصدر شرقي بغداد والأحياء المحيطة بها صباح الأربعاء بقطع الطرق، بواسطة حرق إطارات السيارات وسط طريق قناة الجيش السريع استمرارا للتظاهرات التي انطلقت ولكن قوات مكافحة الشغب قامت بإطلاق النار الحي والغاز المسيل للدموع.
وفي منطقة الشعب شمالي بغداد قامت أهالي المنطقة، بإضرام النار أيضاً في الإطارات في الطريق الرئيسي الرابط بين بغداد والمحافظات الشمالية-كركوك.
وامتدت الاحتجاجات في العديد من مناطق العاصمة الأربعاء منها حي أور (شرق بغداد) والزعفرانية (جنوب بغداد) والشعلة (غرب العاصمة).
وكل هذه الحوادث أدت إلى شل حركة سير المركبات في العاصمة بغداد.
المحافظات تنضم للتظاهرات:
وفي محافظة ذي قار (الناصرية) وهي من المحافظات الجنوبية للعراق خرجت مظاهرات في ساحة الحبوبي وسط المدينة دعماً لمتظاهري بغداد.
ومدن السماوة والنجف والبصرة والحلة شهدت استعدادات أمنية مكثفة تحسبا لحدوث أعمال شغب.
وقال مراسل الجزيرة في بغداد محمد جليل إن آلاف المتظاهرين وصلوا ساحة التحرير، مشيرا إلى أن بعضهم لبس ملابس التخرج، في إشارة إلى البطالة وعدم حصولهم على فرصة للعمل، كما لبس بعض المتظاهرين ملابس الأطباء والكوادر الطبية، للفت الانتباه إلى تردي الخدمات الصحية.
ووفق وكالة الصحافة الفرنسية:
اتسعت رقعة التظاهرات في العراق الأربعاء ولجأت القوات الأمنية لإطلاق الرصاص الحي في الهواء لتفريق المحتجين، ما رفع عدد القتلى، إلى تسعة خلال 24 ساعة.
وقد منعت وزارة الداخلية المتظاهرين من حمل السلاح والآلات الجارحة والعصي تحسباً لأعمال الشغب.
المتظاهرون خرجوا بمطالب موحدة، وتردد شعارات تطالب بتوفير المشتقات النفطية والخدمات والكهرباء. كما طالبوا بمحاسبة المفسدين من المسؤولين وإقالة ومحاسبة رموزه، وبالإضافة إلى رفض تنحية قائد عسكري يتمتع بشعبية، في بغداد والناصرية والنجف جنوباً.
وقامت السلطات العراقية بإغلاق منطقة الخضراء شديدة التحصين والتي تضم المقرات الحكومية والسفارة الأميركية، وذلك منعا لوصول المتظاهرين إليها.
الصدر يدعوا أنصاره:
ودعا الصدر مناصريه مساء الأربعاء إلى إضراب عام لإسناد المتظاهرين، فيما اتهمت الحكومة العراقية معتدين ومندسين بالتسبب عمداً بسقوط ضحايا بين المتظاهرين. وأعلن مقتدى الصدر أن الاعتداء على المطالبين بلقمة العيش خيبة وليست هيبة.
وقال الصدر: على الرئاسات الثلاث فتح تحقيق عادل بأحداث ساحة التحرير في بغداد.
وذكرت مصادر بالشرطة إن قوات مكافحة الإرهاب العراقية استخدمت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع مساء الأربعاء لمنع محتجين من اقتحام مطار بغداد.
أول قتيل:
وبينما كانت عائلة المتظاهر الأول، الذي قتل الثلاثاء في بغداد، تواريه الثرى في منطقة مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية، ندد المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن بـ"المندسين" الذين يسعون إلى "نشر العنف".
الرئيس العراقي يعلق:
برهم صالح الرئيس العراقي علق على تويتر بالقول إن التظاهر السلمي حقٌ دستوري أبناؤنا في القوات الأمنية مكلفون بحماية حقوق المواطنين.
رئيس الوزراء عبد المهدي:
يصدر بياناً قال فيه نحيي أبناء قواتنا المسلحة الأبطال الذين أظهروا قدراً عالياً من المسؤولية وضبط النفس في وجه المعتدين غير السلميين وتسببوا عمداً بسقوط ضحايا بين المتظاهرين
وهذا البيان أثار تعليقات نارية على وسائل التواصل الاجتماعي صباح الأربعاء، بينما كان السياسيون داعمين للمتظاهرين، وترأس اجتماعاً لمجلس الأمن الوطني لبحث الأزمة.
الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس - بلاسخارت أعربت من جانبها عن قلق بالغ، داعية السلطات إلى ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات.
ومسؤول أميركي: التقارير حول الخسائر في الأرواح مقلقة للغاية.
مفوضية حقوق الإنسان العراقية قالت إن الحكومة فشلت بحماية المتظاهرين من المندسين، مشيراً إلى وقوع ثلاثة قتلى من المدنيين في تظاهرات بغداد وذي قار بين الثلاثاء حتى الأربعاء. مؤكداً اعتقال 37 من المتظاهرين في البصرة وواسط والنجف.
هتافات ضد إيران:
أفاد مراسل العربية والحدث: بأن المتظاهرون يطلقون هتافات ضد إيران بشوارع بغداد، قال شهود إن قوات الأمن وموالين لإيران قاموا بإطلاق النار على المتظاهرين، وشوهدت سيارات الإسعاف تنقل عدداً من المصابين.
وأفادت وكالة أسوشييتد برس: أن من بين المحتجين العشرات من خريجي الجامعات الجدد الذين لم يتمكنوا من العثور على وظائف في هذا البلد الغني بالنفط والمتخم بالفساد.
وهذه المظاهرات تعد أكبر احتجاج ضد الحكومة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2018.


خرج، التظاهرات، الشوارع


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع