واقع جودة التعليم العالي والدمج التكنولوجي في ظل كوفيد 19
22/10/2020 القراءات: 3707
يعيش العالم كارثة لم يشهد مثيلا لها من قبل أو على الأقل في تاريخه الحديث، انعكست آثارها على كل جوانب الحياة في العالم، ولم ينج التعليم منها بل أنه كان من أكثر القطاعات تأثرا بتلك الكارثة، والذي وصفه المدير العام لليونسكو "أودري أزولاي"بقولها "لم يسبق لنا أبدا أن شهدنا هذا الحد من الاضطراب في مجال التعليم"، ففي ظل حجم وسرعة الاضطراب التعليمي الناتج عن إغلاق المدارس والجامعات تجنبا لانتشار الفيروس بين أفرادها، وفي ظل هذا العالم المنكوب بفيروس كورونا، تسعى الحكومات إلى توفير التعليم والتعلم لأبنائها في ظل بقاء الطلاب في منازلهم بعيدا عن المدارس والجامعات يتعلمون فيها عن بعد.
ومع تفشي جائحة كورونا المستجد حول العالم أصبح من الضروري تلبية الاحتياجات التعليمية للأطفال والشباب خلال الأزمة، ونتيجة لحجم وتأثير الوباء، فإن هذه المسألة لا تقتصر على أنها مسألة صحة عامة فقط، إن الوباء والاستجابات اللازمة لاحتوائه ستؤثر على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، حيث أدت القيود المفروضة على التنقل بسبب التباعد الاجتماعي إلى تقليص العرض والطلب الاقتصاديين، مما أثر بشدة على الأعمال والوظائف، وسيكون هذا التأثير أكثر صعوبة على السكان الأكثر ضعفا، وفي البلدان التي لديها أضعف البنى التحتية الصحية. كما أثرت القيود التي تسببها التدخلات غير الدوائية مثل التباعد الاجتماعي على التعليم بجميع مراحله، ستستمر لعدة شهور، حيث لا يتمكن المتعلمون والمعلمون من الالتقاء وجها لوجه في المدارس والجامعات، من المرجح أن تحد هذه القيود من قدرة على الالتقاء لمدة أطول من فرص الطلاب للتعلم خلال فترة التباعد الاجتماعي إذ من المعروف أن الوقت الذي يقضى في التعلم هو أحد المؤشرات الموثقة لفرص التعلم، قام الباحثون في الولايات المتحدة بتوثيق آثار"انقطاع التعلم أثناء إجازة الصيف". ووجدوا أن الانقطاع المطول عن الدراسة لا يؤدي فقط إلى تعليق وقت التعلم، بل يؤدي أيضا إلى فقدان المعرفة والمهارات المكتسبة.
ويجمع الفاعلون على اختلاف مسؤولياتهم ومواقعهم، من أصحاب قرار ومنظمات نقابية أو جمعوية، على كون التعليم في الوطن العربي يشكو من وضعية إشكالية ومن أعطاب مزمنة، ولعل التراجع المسجل في هذا المجال من الوضوح بما لم يعد ممكنا التغاضي عنه أو إنكاره، كما لم يعد ممكنا تبرير ما يعانيه هذا القطاع من مشاكل مادية وبشرية ومؤسسية وتربوية تعوق كل محاولات لإصلاح وتأهيل منظومة التربية والتكوين، واعتبارا للتفاعل بين الجامعة والتكنولوجيا والثقافة، فإنه من الصعب تصور نظام تعليمي من دون قاعدة ثقافية، أومن دون قدرة على اعتبار وإدماج الفرق بين السرعة البطيئة التي تتطور بها الثقافة، والسرعة الهائلة التي تميز تطور التكنولوجيا الجديدة خاصة المنصات الالكترونية التعليمية الجامعية في ظل جائحة كورونا.
التعليم، التكنولوجيا، كوفيد 19، جودة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة