انغيلا ميركل لمرأة الحديدية بألمانيا التي يطمح المواطن ان تتجسد صفاتها في السياسي الجزائري
الدكتور ميلود مراد | D.mourad miloud
24/12/2021 القراءات: 2437
بقلم الدكتور ميلود مراد
تعتبر المستشارة الألمانية انغيلا ميركل من الشخصيات القيادية ليس على مستوى ألمانيا فقط بل على مستوى الاتحاد الأوروبي أيضا ، ميركل التى ارتقت في المسؤوليات السياسية من زعيمة الحزب الديمقراطي المسيحي إلى أول امرأة تتولى منصب المستشارة الألمانية عام 2005، أصبحت من الشخصيات التى تحضي بإهتمام الرأي العام العالمي ليس لكونها المرأة الأولى التي تتولي مسؤولية كبيرة في بلادها ، بل لمسار ها العلمي والسياسي وكذا المواقف التي خلفتها جراء تقلدها المسؤولية على الصعيد الإنساني والاجتماعي والاقتصادي داخل ألمانيا وخارجها.
انغيلا ميركل المتحصلة على شهادة الدكتوراه فى الفيزياء من جامعة ليبزيغ عام 1978، عملت كأستاذة خبيرة في الكيمياء بالمعهد المركزي للكيمياء الفيزيائية بألمانيا التابع لكلية العلوم بين سنتي 1978 و 1990، هذه الشهادة العلمية الكبيرة التي قلما يتحصل عليها سياسيون آخرون في اوروبا والدول العربية جعلت من المستشارة الألمانية تحضي بكثير من الاحترام والتقدير لكونها زاوجت بين العلم والسياسة،هذا العامل ليس وحده جعل من المستشارة الألمانية تعتلى قائمة أهم الشخصيات النسائية الأكثر تأثيرا في العالم، اذ يعتبر قرار فتح حدود بلادها لجميع اللاجئين عندما اشتدت أزمة المهاجرين الهاربين من الحروب والمجاعة نحو أوروبا، ومقتل الآلاف منهم في البحر الأبيض المتوسط "خاصة الحرب الطاحنة في سورية" نموذج للمرأة الإنسانية الحاكمة على الرغم من المعارضة الكبيرة التي تلقتها داخل بلادها بعد دخول أكثر من مليون لاجئ ومهاجر إلى ألمانيا، وتراجعت شعبيتها في الانتخابات لكن تمسكها بموقفها من اللاجئين وصلابة موقفها رشحها بأن تفوز بجائزة نوبل للسلام. ميركل الشخصية السياسية المثيرة للإعجاب بالإضافة لكونها احسن سفيرة لبلدها في العالم لم تنسى الجبهة الداخلية لبلادها إذ عرفت ألمانيا على يديها قفزة نوعية اقتصاديا وعسكريا واجتماعية ساهم في ازدهار بلدها مقارنة بباقي الدول الأروبية وجنبتها أزمة اقتصادية طاحنة عصفت بجل دول العالم .
مما جعل الصحف والمجلات تطلق عليها العديد من الألقاب بينها السيدة الحديدية، لمواقفها الصارمة ومنهجها العلمي الجاف مقارنة بالعمل السياسي التقليدي، كما يطلق عليها الألمان لقب "الأم"، لما يجدون فيها ربما من عاطفة وتفاعل مع حاجياتهم الاجتماعية.
وعلى الرغم من المسؤوليات الجسام للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل إلا ان ميركل لم تغيرها السياسة على غرار باقي المسؤولين خاصة العرب منهم وحافظت على خصوصية حياتها الشخصية كالاهتمام بهوايتها الوحيدة وهي الشعر الغنائي والطبخ وحضور مهرجانات الشعر الغنائي في ألمانيا وخارجها ، وشغفا بمشاهدة مباريات كرة القدم، وقد بثت لها صور، وهي تقفز فرحا، عندما يسجل المنتخب الألماني هدفا أو يحرز لقبا، وترى أن كرة القدم جديرة بتسويق صورة ألمانيا في العالم، وعلى الرغم من السلطة التي تتمتع بها إلا ان المستشارة لم تنسي خصوصيتها كمواطنة ألمانية وتتسوق منفردة دون ضجة او مرافقة أو عربات مصفحة.
هذه الخصائص وغيرها جعلت المواطن العربي عامة والجزائري خاصة لاسيما المثقف منه يطمح ان يري مسؤوليه على هاته الشاكلة يتسوق دون عقدة ،نزيه ، صاحب رصيد علمي مميز ، سياسي شرس يدافع عن بلاده ، مهتم لقضايا وطنه المصيرية ، واهم شيء ان يكون إنساني يحس بالمواطن وهمومه وهو ما لنجده في المسؤول اليوم ، واذا وجدت مسؤولا يتشبه بنصف الصفات هاته تجده محل احترام واهتمام من طرف المواطن مثل وزير التجارة الجزائري الحالي " الأستاذ الجامعي كمال رزيق " او رئيس التونسي الحالي.
نغيلا ميركل/زعيمة الحزب الديمقراطي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع