خذ لنفسك من نفسك قبل ذهاب نفسك
23/08/2022 القراءات: 2407
إليك
يا من يشتكي حزنا وألما ويئسا إليك أهدي هذه السطور فاسمعني يقظا ولا تعبرن حديثي عبثا بل إن فيه من الفوائد ما لا تعد ولا تحصى لو تأملت حقا لأتحفت على ربك شكرا
أنا مثلك وأنت مثلي لا يهم . فالاهم ما في الأمر أننا نشترك في الفطرية البشرية التي بطبيعة الحال ما اخترناها
إليك يا من تحمل الدنيا بأكملها
يا من يطمع ويرغب في زيارة بلدانها
أنت الذي لا تكاد تفرح إلا بلذاتها
أنت الذي اشتغلت حوائجك لها
أنت ولا غيرك أخاطب يا محبها
أما آن لك العودة إلى الصراط المستقيم قال تعالى ( ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله )
جعلت نفسك طائفة من هؤلاء ألم يحن لك أن تعود إلى مرضاة الله وتنحني في طاعته وتعمل لاجل آخرتك بدلا من دنياك التي مُدتها كلمح بالبصر أو هو أقرب.
أنا أحاورك ذكرا كنت أو أنثى , شابا أم شيخا مهما كان شكلك أو صوتك ( صدق الله العظيم حين قال ( خلق الإنسان وأحسن صورته ) فأي نعمة ألذ من هذه !!
إنك لم تدفع الله ثمن خلقك ولا رزقك ولا نفَسك ولا نعمته عليك ولا شيء مما أعطاك ومع ذاك أضاف لك وأعطاك ما لم يعط باقي مخلوقاته من حيوانات ونباتات وجماد وغيرها ألا وهي الكرامة ( ولقد كرمنا بني آدم )
وبالعكس الدنيا التي أنت تهواها لم يكن يوما مجانا أبدا ما أعطاك وما أهداك , بل كان الثمن نقدية كالزينة وشراء الموبقات أم فساد العقل كإضمار شرب الخمر وأمثاله مثل المخدرات وكالخوض في المعاصي أو فطريا كتغيير حالتك الأفضل إلى الأدنى , جعل نفسك دوما في حالة لا تفهمها مع ذاك تتبعها حتىوصل بك إلى حد سأسميه ب ( الكمال المزيف) من هنا ترى نفسك وتتهاون في عبادتك وتقلل من شأن خلقك .. تلك هي الخسارة والعياذ بالله
أرأيت الذي تعطيك الدنيا لا شيء فيها مجانة ؟؟ واعلم أن كل ما وجدته من يد الدنيا سترده إليها قبل فراقها ألا تتأمل الكثير من كانوا معك في نفس الوجه سلبهم الدنيا كل شيء لما غادروا الحياة ؟؟ أم أنك خالد فيها ؟؟
إليك قاعدة احفظها واضبطها وتذكرها في كل أحوالك ( لو كنا نعطى شيئا بثمن ثم يسلبه منا صاحبه دون استرجاع نقودنا ففضلا لو لجأنا إلى الذي يُعطي ولا يمل إنه الرازق )
على حسب التركيز ما افتخر عبد بالمعصية قط إلا خسر وكان الندم عاقبته ..
تريد السعادة الزم طاعة ربك واجتنب نواهيه
تريد الطمأنينة تمسك بكتاب ربك ألا بذكر الله تطمئن القلوب
تريد النجاح أصدق مع ربك وأخلص له
فقم من الآن بتبديل مسير حياتك إلى الأفضل أي راجعا منيبا تائبا بين يدي المنان , واعلمن أن الدنيا هذه قصيرة ومهما طالت فهي فانية ففضلا لو عملت حين يلعبون (( فاستمسك بالعروة الوثقى لانفصام لها ) واجتهد بما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا ) وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين )) لذا قال عز وجل ( ادعوني أستجب لكم )
يا عزيزي ليس هناك أعز من هذا الدين المبين الذي جاء باليسر واللين تمسك به تنجو من عقاب الله وإن أهملت عنه فما هدم حياتك ومزق شمل أسرتك وضيق سبيلك إلا أنت .
نعم الله غفور رحيم ولكنه ذو عذاب شديد أيضا
وأخيرا خذ لنفسك من نفسك قبل ذهاب نفسك.. وردد فلا عيش إلا عيش الآخرة
نسأل الله لنا ولك الهداية والثبات
الدنيا التوبة السعادة الشباب الحياة نصائح الدعوة الإسلام الأخلاق
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة