دور البيانات الضخمة في تطوير التعليم
د. رداد الكنج | Raddad Al King, PhD
07/11/2020 القراءات: 3512
البيانات الضخمة Big Data هي أحد اختصاصات علوم الحاسوب التي تهتم بطرائق تحليل البيانات ذات الحجوم الكبيرة جداً ومعالجتها واستخراج معلومات منها وعرضها على نحو يساعد في اتخاذ قرارات صحيحة تحقق الأهداف المرجوة. ولا يمكن للأدوات البرمجية التقليدية تخزينها ومعالجتها، فبالإضافة إلى حجمها الكبير، يتم الحصول عليها من مصادر متنوعة كشبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الوب ونظم قواعد البيانات وأجهزة الاستشعار وغير ذلك.
ومع بداية القرن الحادي والعشرين، تم استخدام الحواسيب والأجهزة الذكية المتصلة بشبكة الإنترنت في عمليات التواصل بين الطلاب والأسر والمعلمين والمجتمع، وينتج عن ذلك كميات هائلة من البيانات المتعلقة بالطلاب والمدرسين والمقررات وطرائق التدريس وعلاقات الطلاب بأهاليهم وبمدرسيهم. وباستخدام الأدوات التقنية التي يوفرها اختصاص البيانات الضخمة يمكن الاحتفاظ بهذه البيانات وتحليلها ودمجها ونمذجتها وعرضها على شكل مخططات رسومية تساعد في اتخاذ قرارات مناسبة لتطوير التعليم. ومن خلال تحليل سلوكيات الطلاب مثل الوقت الذي يقضيه كل طالب في المدرسة ومستوى المشاركة في الصف وعلاماته في مختلف المقررات، يمكن استنتاج اهتمامات كل طالب وهواياته وتمييز الطلاب الذين يعتمدون على التفكير النقدي عن الطلاب الذين يعتمدون على الحفظ فقط. وهذا ما يساعد بالتنبؤ المبكر بالاختصاص المستقبلي المناسب لكل طالب، ويسمح للمعلمين بفهم شخصيات الطلاب وفاعلية الموارد التعليمية المستخدمة ونتائج التقييم وصعوبة الاختبارات وما إلى ذلك. وسيتمكن بذلك المعلم من مساعدة الطلاب الذين يجدون صعوبة في فهم بعض المقررات من خلال تخصيصهم بساعات تدريس إضافية على سبيل المثال.
إضافة لما ذُكِر، يمكن للمعلم إجراء نقد ذاتي لتحسين طرائق التدريس الخاصة به من خلال تقييم مستوى صعوبة كل مقرر، وهذا ما يدفعه إلى البحث عن طرائق تدريس تسمح بجعل المقرر أبسط وأسهل للتعلم. كما يجعل اختصاص البيانات الضخمة المعلم قادراً على ابتكار طرائق تدريس ملائمة لتحقيق الأهداف المرجوة من التعليم، وتحسين جودة المحتوى التعليمي وإنشاء موارد تعليمية تسمح بإنشاء محتوى تعليمي قابل للتكيف مع احتياجات كل طالب.
البيانات الضخمة ، التعليم
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع