ألف أحمق مقابل كل عقلٍ راجح
تماره خالد خضير الدليمي | Tamara Khalid khudair Aldulaimi
14/04/2022 القراءات: 3147
في وصف دقيق لتشيخوف في حال المجتمعات الفاشلة حينما قال:
ثمة ألف أحمق مقابل كل عقل راجح، وألف كلمة خرقاء إزاء كل كلمة واعية، تظل الغالبية بلهاء على الدوام، ولها الغلبة دائماً على العاقل."
للأسف في حياتنا اليومية أصبحنا نرى مظاهر وأشياء في كل الأمكنة أقل ما توصف به أنها تبعث على الرغبة في الهروب بعيداً من سوداوية الوضع الذي يزداد قتامةً كل يوم أكثر ولا يطرق نواقيس الخطر لأنها طرقت منذ زمن حتى سقطت وسط ركام ما أصبحنا عليه من تناقضات وأمراض مجتمعية خطيرة ومزمنة تناقلتها بين أجيال تتعايش معها دون مستوى تثقيفي وتوعوي يكون لدى الأفراد المناعة الكافية للتصدي للفيروسات المتشكلة في طريقة التفكير والتعامل وغيرها.
كما نرا في مجتمعاتنا العربية عامةً والعراق خاصةً
مهووسين الشهرة تلك الشخصيات الظاهرة دون نفع آو فائدة اجتماعية بقدر مالها من تأثير سلبي كبير على جيل كامل بكافة الاعمار
الشباب العراقي مابين التقدم الالكتروني وبين الواقع الاجتماعي هناك فارق كبير في استخدام التكنولوجيا والحياة الواقعية بالاضافة لظهور برامج التواصل السيئة مثل(التيك توك) وغيرها ومدى توسع وانتشار هكذا برامج بنقلها فكرة عن المجتمع باسوء صورة من خلال هؤلاء النماذج الفاشلة التي تشتهر وتصبح متداول عنها والتكلم بها دون فهم عقبات ظهورهم على هذه الاجيال الذي ابتعدوا عن العلم والتاثر بالشخصيات المثقفة والفكرية المؤثره واتجاههم نحو متابعة الحمقى والمشهورين دون هدف.
لقد أصبحنا مجتمعات تهتز بسبب قُبلة ولا تهتز لموت الناس جوعاً وبرداً مجتمعات تبحث عن فضائح الغير لممارسة هواية القيل والقال وإصدار الأحكام المسبقة فقط ألقوا نظرة على الفيديوهات الأكثر مشاهدة في بلداننا لتروا ما يثير اهتمام الكل فقط ارجعوا لنتائج الكلمات الأكثر بحثاً في جوجل أو في فيسبوك عبر الخاصية التي أتيحت منذ عدة أيام لتشاهدوا كيف أننا مجتمع منافق مريض حيث ان اسهل من السهل الاشتهار بالمواضيع التافهة والالفاظ السوقية الغير لائقة على العلن وفي مسامع الاطفال قبل الكبار
اين اليات وضوابط الرقابة من هذه المهزلة التي قد تكون موجودة ومتعايشة مع كل العوائل التي لاتستطيع الحد منها فإدارات مواقع التواصل تمتلك سلطات رقابية واسعة على المحتوى المنشور عبر صفحات وحسابات مستخدميها والتي بدورها مراجعة المحتوى ورفض أو حذف أي مضمون أو حساب يخالف سياساتها الآنية أو المستقبلية ودون الالتزام بتقديم إخطار مسبق
تظهر هذه الشخصيات وتوافه الأمور والكلام البذيء
حتى اصبحت الجرائم البشعة والانتحارات التي تحصل ونسمع عنها ونشاهدها في الاونة الاخيرة لاعمار لا تتجاوز العشرين تحدث لأسباب تافهة هل تم البحث عن من خلفها لا نستطيع لوم الأهالي فقط بل على المسؤولين والجهات التي تتحكم في السماح باستخدام هكذا مواقع وإدخالها للعراق
يمكن وضع عدد من الحلول للحد من انتشار هذه الظاهرة ويمكن تحديد عدة ممارسات تتبعها الدول لمراقبة محتوى التواصل الاجتماعي:
1- إنشاء المراصد ووحدات المتابعة: إذ باتت الهيئات الحكومية، الأمنية وغير الأمنية، تهتم برصد وسائل التواصل الاجتماعي وما ينشر عليها بغرض التعرف على توجهات الرأي العام أو الرد على الشائعات وكذلك تتبع النشاطات غير القانونية (مثل: الابتزازات ،والشخصيات التافهة ،الدعاية الإرهابية، وممارسة الاحتيال،وغيرها)
2- استخدام تقنيات مراقبة المحتوى: وهي حلول تقنية وخدمات تنتجها شركات الاستشارات التكنولوجية تقوم برصد محتوى الإعلام الاجتماعي وجمع المعلومات عبر المنصات المختلفة إلى جانب تحليل تلك المادة واستخراج المؤشرات منها بشكل فوري وآلي عبر محركات تحليل النصوص
3-الحجب الكلي اوالجزئي: ويمثل هذا الإجراء المستوى الأكثر تشددًا في فرض الرقابة على مواقع التواصل سواء من خلال الحجب التام لمواقع التواصل على غرار بعض الدول مثل كوريا الشمالية وكذلك الصين التي أنشأت مواقع بديلة لمواطنيها مثل يوكو وويبو، أو الحجب المؤقت المرتبط بأحداث معينة مثل حظر يوتيوب في بنجلاديش عام 2012 احتجاجًا على فيديو مسيء للرسول صلى الله عليه وسلم عام 2012، وحجب تويتر في تركيا عام 2015 إثر تداول صور لاحتجاز مسلحين للمدعي العام وحظر فيسبوك في تايلاند إثر الانقلاب العسكري عام 2014 وكذلك اتجاه دول إفريقية (مثل: تشاد، والكونغو، وأوغندا) لحظر الإعلام الاجتماعي في فترات الانتخابات.
الحل غلق وتفعيل الرقابة على هكذا مواقع مثلما تفعل بعض هذه الدول الواعية والتي تخاف على سمعة مجتمعها والتي تنقل الصورة الاجمل التي تمثلها
وتسليط الضوء على الموضوعات الهادفة والكلام الواعي على المؤثرين علميًا وثقافيًا وفنيًا بطريقة حضارية
لننقل الصورة الاجمل على العراق كفى متابعة المهازل والكلام البذيء كفى تصدر الاستهتار في الشاشات
فإذا رأيت الموضوعات التافهة تعلو في أحد المجتمعات على الكلام الواعي ويتصدر التافهون المشهد
فأنت تتحدث عن مجتمع فاشل جدًا.
ألف أحمق مقابل عقلٍ راجح
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع