الدولة والسلطة كموضوعين لعلم السياسة
عمّارية عمروس | Ammara Amrousse
20/03/2021 القراءات: 10614
منذ عهد أرسطو، كان يُنظر إلى علم السياسة كعلم للدولة، وقد قال أرسطو إنه لا وجود للسياسة بدون دولة. ومن بين من طوروا هذا التوجه في العصر الحديث: "مارسيل بريلو" الفرنسي، الفقيه "جيلينيك" الألماني، "جون دابان"، "جورج دافي" و"ألفريد دي غراسيا"، وهم ينتمون إلى المدرسة الأوروبية. وفي مقدمة كتاب "جيلينيك" بعنوان: الدولة الحديثة، يقول إن السياسة تعني باليونانية المدينة، وعليه يجب ترجمة هذه اللفظة إلى الدولة.
تم هجر هذا التوجه نسبيا بعد الحرب العالمية الأولى، ووُجهت له انتقادات كثيرة انطلاقا من أن اعتبار السياسة علما للدولة يجعلها علما مقيَّدا جدا، بحيث يصعب تناول مواضيع أخرى خارج هذا الإطار. وهو رأي "جان ماري دانكان" أيضا، والذي اعتبر نظرية علم الدولة نظرية مفلسة، بالتالي جرى توسيع دائرة المواضيع التي يُعنى بها علم السياسة بردّ جملة من الظواهر إلى مفهوم السلطة. هنا يبرز دور رواد المدرسة السلوكية أو الأنجلوسكسونية أمثال: "موريس دي فيرجيه"، "جورج بوردو" وحتى "ماكس فيبر" الذي جاء بأنماط السلطة أو الشرعية (تقليدية، كاريزمية، عقلانية). في عذا السياق، رأى "موريس دي فيرجيه" أن التطور التاريخي لدراسة الدولة مُعيق جدا ولا يمكن إخضاعه للتجريب بعكس السلطة. وهناك مفاهيم وقضايا يتم إهمالها بالفعل عند الأخذ بمفهوم الدولة، مثلا ما يوجد فوق الدولة (منظمات دولية) وما يوجد تحتها (القبيلة..).
تطور علم السياسة، وتطورت مواضيعه وتفرعت، وقد ظل النقاش النظري حاضرا في جميع الأحوال، لأنه هو الأصل في تطور هذا العلم بما يواكب طبيعة الظواهر السياسية وتفاعلاتها المختلفة.
علم السياسة، علم الدولة، علم السلطة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
شكراا