ادب المقارن بين اصالة النص الاصيل واحتواء الابداع الفطري.
حمام محمد علي | hammam mohamed
25/07/2020 القراءات: 5181
يظهر من خلال دراسة المناهج أن الشكل هو تعبير خارجي لمجسم ما، يعرف من خلاله الشئ وعند الألسنين يسمى معيارا للدلالة،وحسبنا ذلك أن يكون الدال فصلا من المدلول لذلك ينظر دائما عند تعريف أي مصطلح إلى الشكل بإعتباره الصورة التقريبية ، لما نبحث عنه من باب الشكل نقول أن الأدب المقارن هو ذلك البناء النصي المستخرج من آداب عالمية ، ونقصد بالاستخراج تلك العملية الإنتاجية والإبداعية التي تحدث على الكتابة ،وخاصة تلك التي تتعدى الحدود الإقليمية ، وتحمل في لبناته كل مواصفات النص الأدبي .
- المفهوم الضمني:
يعتبر الأدب المقارن عملية تقنية تستهدف اكتشاف العلاقات الحضارية والثقافية بين الشعوب 1 وعندما نقول الشعوب، فإننا نقصد (الأمم ) المختلفة وبالتالي فان المقارنة تتطلب عدة أدوات للوصول إلى الهدف ويمكن تفسير مفهوم الأدب المقارن بالنموذج السطحي التالي:
أدب مقارن يستكشف الأخر ويتطلب معرفته عن قرب
أدب مقارن ينتج للأخر و يتطلب مشاركته عن قرب
وبالنظر إلى ما سبق فان الأدب المقارن يتميز بميزتين
الميزة الأولى: يعتبر فيها الأدب المقارن معيارا للكشف عن مصادر القوة و النبوغ عند الأمم الأخرى.
- الميزة الثانية : يشكل الأدب المقارن مفتاحا لفتح عوالم القوة التي تصنع الأحداث وهذا ما جعلنا نضع هدفين أساسيين للمقارن ، فالهدف الأول يتعلق بمبدأ الاكتشاف ومعرفة الأخر الذي يتعايش مع آدابنا ،والهدف الثاني هو الانفتاح على الآخرين من الأمم2 والأخذ من آدابهم ما يصلح للمقارنة ،ونبذ مالا يصلح و إخراجه من مزبدة الحديث .
دون شك نجدان الهدفين يستدعيان منا وضع مجموعة من العناصر المتداخلة لتحقيق رضا متفق عليه ،فإذا كانت مهمة الأدب المقارن هي اكتشاف الأخر مهما كان مجال التأثيروالتأثر3 ،فان النص المقارن يعتبر خليط من أدبيين مختلفين .
عندما نعود إلى مصطلح الأدب المقارن فإننا نتذكر الترجمة الفرنسية يسمى عند الفرنسيين ٌالعلم ٌالذي يراعي إجراء مقارنة بينLittéraire ; Comparée 4 والآداب العمومية باستعمال عناصر قوتها وضعفها بينما لم يشر فقهاء الأدب "لفكرة العلم" الذي نادى بها الفرنسيون، فواحد كمصطفى العقاد أسماه ( المقارنة بين الآداب ) بينما استعمل عز الدين المناصرة مصطلح خطاب المقارنة ،وبذا يتبين لنا أن المصطلح الانجليزي هو الأقرب إلى الواقع فمصطلحcomparée هو أدب المقارنة وليس بالعلم إذ يمكن تسميته‘‘ إحداث أو اكتشاف التشابه والاختلاف ’’ووضع إبراهيم عوض تعريفا جميلا للأدب المقارن فحواه أن الأدب المقارن هو فرع من فروع المعرفة ، يأخذ أثناء المقارنة أدبين أو أكثر ينتمي كل منهما إلى أمة أو قومية ينتمي إليها الأدب الأخر وفي الغالب إلى لغة غير اللغة التي ينتمي إليها ومن تعريف الأستاذ إبراهيم عوض نستنتج أن الأدب المقارن هو نوع معرفي يكتشف الأخر المتخصص ،ولو نعود إلى مقارنة التعريفات العربية مع المفاهيم الأجنبية نجد أنها تتشابه و تختلف إلى حد الإثارة، وقد أوردت المعاجم الفرنسية ترجمة حرفية للمصطلح ونعني littérature Compare في المعاجم الفرنسية ترجمة تحليل أجناس الأدب قصد اكتشاف عملية التأثر و التأثير.
إذن أصبح واضحا أن الأدب المقارن هو منهجية تحليل ليس إلا لفنون أدبية انتقلت أو نقلت من فن إلى أخر، ولا يمكن لها إن تتشابك فوق هذا القدر من الاهتمام الذي يجعل من الأدب المقارن فرعا من فروع المعرفة وهو لم يصل بعد إلى درجة ٌ علم ٌ رغم ما كتب في هذا الباب سواء عند إخواننا العرب أمثال محمد غنيمي هلال5، أو عند الغرب كاندريه ميشيل.6
نعتبر الأدب المقارن مجموعة من التقنيات التي تطبق على نصين مختلفين قصد إخراج عوامل التأثير الموجبة لالتقاء حضاري أو شعوبي بين تاريخين من جهة ،أو بين نصوص إبداعية تتناول عدة قضايا مؤهلة للطرح، و بالرجوع إلى مستويات اللغة المتناولة نكتشف أن الأدب المقارن يزيل التعقيد من على فكرة سرعان ما يشرحها بفكرة أخرى ،ويحكم على صلاحها من فسادها، لذلك يختلط لدى البعض مفهوم المقارن بالنقد فليس هناك أدب أفضل من أدب لكون محددات كل أدب تخضع إلى استعمالات اللغة
المقارن. البناء.الكتابة. الحضارة.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة