مدونة الحسن الكريمي


زكاة الفطر طهرة للصائمين ومواساة للمحتاجين

الدكتور الحسن الكريمي | Elhassan KRIMI


19/05/2020 القراءات: 3050   الملف المرفق



بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على رسول الله و آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن زكاة الفطر مظهر آخر من مظاهر التضامن والتكافل الاجتماعي بين المسلمين، فضلا عن كونها عبادة يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى لقاء تحصيل أجر فريضة الصيام على وجه التمام والكمال، وزكاة الفطر أو صدقة الفطر لها عدة أحكام، هذه أبرزها:
أولا: حكم زكاة الفطر والحكمة منها
زكاة الفطر واجبة على كل مسلم صغير وكبير، ذكر وأنثى، يخرجها المسلم عن نفسه وعن جميع من يعولهم، من زوجة وأبناء، لما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أمه قال: " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر، صاعا من تمر أو صاعا من شعير، على العبد والحر الذكر والأنثى الصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة". رواه البخاري، حديث رقم 1503، ومسلم حديث رقم 986.
أما الحكمة منها، فتتجلى في أمرين أساسيين:
أ‌- حمكة فردية، فزكاة الفطر فيها تطهير للصائم مما قد يعتري صيامه من نقص ولغو وإثم، حتى يحصل على ثواب الصيام كاملا، وينال أجر من صام رمضان إيمانا واحتسابا، ويدل على ذلك عموم قوله الله تعالى: ﴿خُذْ من أموالهم صدقةً تُطهرهم وتُزكيهم بها﴾ سورة التوبة، الآية 103 .
كما أن إخراج المسلم زكاة الفطر فيه شكر لله تعالى على نعمة بلوغه شهر رمضان، وإتمام صومه.
ب‌- حكمة اجتماعية، ففيها إحسان إلى الفقراء وكفٌ لهم عن السؤال في أيام العيد، و اتصاف بخلق الكرم والسخاء والتضامن والمواساة، وما يترتب عن ذلك من إدخال السرور والبهجة على نفوس المحتاجين، فقد روى أبو داود في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:"فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث وطُعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات".

ثانيا: وقتها ومستحقوها
تخرج زكاة الفطر يوم العيد، بعد صلاة الفجر، وقبل صلاة العيد؛ ويجوز إخراجها قبل العيد بيومين أو ثلاثة، لما رواه الإمام مالك في الموطأ "أن ابن عمر كان يبعث بزكاة الفطر إلى الذي تُجمع عنده قبل الفطر بيومين أو ثلاثة". كتاب الزكاة، باب زكاة الفطر، حديث رقم 1609.
وهي تُعطى للفقير أو للمسكين، وليس لبقية الأصناف من الثمانية الذين تعطى لهم الزكاة عموما؛ والفقير هو من لا يملك قوت عامه، أما المسكين فهو من لا يملك قوت يومه، وهو أشد احتياجا من الفقير.
ثالثا: مقدار زكاة الفطر
الأصل في زكاة الفطر أنها تكون من غالب قوت أو طعام أهل كل بلد، ومقدارها صاع عن كل فرد، كما جاء في الحديث السابق الذي روي عن عبد الله بن عمر، والصاع أربعة أمداد، على أن المد مِلْء كفيْ رجل واحد، أو ما يعادل نحو كيلوين ونصف الكيلو غرام؛ وغالب قوت أهل المغرب هو القمح، وقد أجاز البعض إخراج قيمتها نقدا، و إلى ذلك ذهب المجلس العلمي الأعلى بالمملكة المغربية ، وحدد قيمتها في 13 درهما كحد أدنى في هذه السنة 1441هـ/2020 م.


فقه-قانون


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع