مدونة أ.د حنان الصادق بيزان


استنباط أهمية تحول المكتبة المدرسية الى مركز مصادر التعلم لمساندة المعلم والمتعلم

أ.د حنان الصادق بيزان | hanan al sadeq bezan


02/10/2021 القراءات: 4111  


الحقيقة ان المكتبة المدرسية في صورتها التقليدية اغفلت عن اهم عنصر في العملية التعليمية وهو المتعلم وان تطور العملية التربوية ادى الى تطوير المكتبات المدرسية وتغيير مسماها الى مركز مصادر التعلم ، ان المكتبات المدرسية ارتبط اسمها بالوسائط التقليدية وظهر اتجاه يتطلب تغيير مسماها الى اسم جديد يعبر عن تطورات عصر المعلومات وتقنياته، الامر الذي ادى الى ظهور اسماء كثيرة منها المكتبة الشاملة ومركز الوسائل ومركز التقنيات التعليمية ومركز مصادر التعلم وهو الاسم الاكثر شيوعا واستخداما في ادبيات التربويين والمكتبيين.
لذا لا يخفى على المتأمل للتغيرات التي سبق التنويه عنها ما ادت اليه من إحداث تطوير في وظیفة المكتبة المدرسية ، حيث تشير الأدبيات الى انه منذ اوسط القرن العشرين في العام 1956 اصدر اتحاد المكتبات الامريكية بيانا رسميا جاء فيه ان المكتبة المدرسية لابد ن تخدم العملية التعليمية وتعمل على مساندة ومساعدة المعلمين والمتعلمين في انتاج وتوفير الوسائل التعليمية اللازمة بحيث تشكل مركزا لمصادر التعلم لكل مدرسة ، وفي نهاية الخمسينيات اقرت اللجنة التي تشكلت لتصحيح النظام التربوي في امريكا ضرورة وجود اماكن مستقلة لحفظ الوسائل واجهزتها وتدريب المعلمين على استخدام وانتاج الوسائل التي يحتاجونها واعتبرت مراكز مصادر التعلم افضل مكان لتحقيق ذلك الغرض ، وان المركز ليس استبدالا للمكتبة المدرسية بل معززا لمهمتها، ومعنى هذا انها ليس مرادفا للمكتبة المدرسية.
وفي عام 1960اصدرت لجنة الدراسة الوطنية لتقويم المدارس الثانوية في واشنطن نشرة لمعايير التقويم وأطلق مركز مصادر التعلم على "المكتبة المدرسية وقسم الوسائل السمعية والبصرية"، وفي 1963كان هناك تأكيداً من ادارة الوسائل السمعية والبصرية التعليمية على اهمية وجود مركز او اكثر في كل مدرسة يتضمن المواد والمصادر التعليمية ويتكون المركز من مكتبة ومركز سمعي وبصري يقوم عليها اشخاص مؤهلين بشكل كاف في مجال تقديم الخدمات المكتبية والتربوية وهذا يعني الى ان المكتبة المدرسية جزء من مراكز مصادر التعلم.
وفي هذا السياق من الجدير بالذكر ان للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم اثرها في الاهتمام بالوسائل التعليمية واستخدامها في العملية التعليمية مع مطلع سبعينيات القرن الماضي برزت عدة جهود لانشاء مراكز للوسائل التعليمية في العديد من البلدان العربية وفي نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات بدأت عملية تحويل المكتبات المدرسية الى مراكز مصادر التعلم ، لعل هذا يعني ان مراكز مصادر التعلم ليست وليدة الوقت الراهن فقد بدأ انشاؤها مند الخمسينيات كبيئة تعليمية واعتبارها جزء من النظام التعليمي نظرا للتطورات التريوية المعاصره، لذا فان مركز مصادر التعلم مرفق معلومات يحتوي على اوعية المعلومات باختلاف انواعها واشكالها وتجهيزاتها ويقدم خدماته المعلوماتية للمعلمين والمتعلمين معا
اذ يتطلب مسايرة المفاهيم التربوية الحديثة والتي تعد التعلم الذاتي المنطلق الاساس لها ان تكون مراكز مصادر التعلم معدة اعدادا جيدا ومزودة بكل مايلزم لتحقيق اهدافها وان تكون فلسفتها واهدافها ومهامها واضحة بشكل كاف في أذهان المسؤلين عنها بكافة مستوياتهم من مديري المدارس والمعلمين وامناء مراكز مصادر التعلم بما يسهم في تحقيق الاهداف والاستخدام والاستثمار الامثل لهذه البيئة التعليمية التي تحوى انواعا متعددة من مصادر التعلم يتعامل معها المتعلم وتتيح له فرص اكتساب المهارات والخبرات واثراء معارفه عن طريق التعلم الذاتي
وتُعد من بين اهم الوظائف والانشطة التي تمارس في مراكز مصادر التعلم حفظ مصادر التعلم وتداولها وتشجيع الطلاب على التعليم والتعلم والقراءات المرتبطة بالمناهج الدراسية بهدف إثراء موضوعات المنهج ، والقراءات الحرة المرتبطة بالتثقيف والقراءات المرتبطة بالواجبات الوظيفية المرتبطة بالمقرارات، بالاضافة الى تحفز المعلمين على التخطيط لتطوير المناهج والانشطه التعليمية وتوفير التسهيلات المكانية اللازمة لاستخدام مصادر التعلم .
ويضاف للوظائف تقديم الخدمات واستشارات الفنية من خلال توفير المصادر التعليمية التي تدعم المناهج الدراسية والانشطة التربوية بهدف تربية الطلاب وارشادهم وتنمية قدراتهم ومهارتهم ، باعتبار انها ذلك المكان المنظم والمرتب في المدرسة،الذي يتوافر فيه شتى انواع المصادر المطبوعة، وغير المطبوعة (السمعية والبصرية)، والإلكترونية المرتبطة بالمنهاج الدراسي، ويقدم التسهيلات المادية،والبشرية، ويوظفها ، تسهيلا لعملية التعلُّم والتعليم لدى الطلاب والمعلمين.
لعل الوظيفية الاساسية للمركز هي مساندة التعليم الذي هو الهدف الاساسي للمدرسة لذا تتضح جليا أهمية المراكز في توفير البيئة المناسبة التي تمكن الطالب من استخدام المصادر المتنوعه للتعليم ، حيث يقدم المركز نموذجا مختلفا عن الحصة الصفية يساعد في جدب الطلاب واثارة اهتمامهم ويقدم بديلا اقتصاديا يوفر في النفقات اللازمة لتجهيز الغرف الصفية بالتقنيات التعليمية ويساعد في تنظيم المصادر وكسر الجمود في الجدول المدرسي التقليدي وذلك بتغيير مكان التعلم
لم تعد المكتبة المدرسية في الوقت الحاضر مجرد نشاط خارج المواد الدراسية المقررة وانما اصبحت بامكان الطالب من خلاله استخدام مصادر ومقتنيات مراكز مصادر التعلم الحصول على المعلومات بهدف البحث والاستشارة او القراءة الترويحية كما اصبح الهدف منها تدعيم و اثراء المناهج الدراسية ومواكبة الفكر التربوي الحديث الذي يؤكد على ضرورة توفير الفرص الكافية للطلاب لتحقيق النمو المتكامل على اسس فردية وفق قدرتهم وميولهم واستعدادهم.
لابد من الاعتراف بان ما شهدته نظم التعليم من تطور على مدى العقود الأخيرة ما هو الا استجابة لدواعي العصر وتغيراته فقد جاء مؤكدا لأهمية دور المكتبات بصفة عامة ومعززا لمكانته


المكتبات المدرسية ، التعلم الذاتي، مراكز مصادر التعلم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع