اللغة العربية هوية وتأريخ وثقافة
أد سعدون أحمد علي جعفر | Dr Saadoon Ahmed Ali
01/07/2020 القراءات: 2685
اللغة العربية هويَّة وتأريخ وثقافة
اللغة العربية وعاءٌ تحملُ موروثَ الأمةِ العلميَّ والتأريخيَّ والأدبيَّ، وتجعلُه تراثاً حيًّا يتداولُهُ الناسُ، وهي مَن تُقيمُ روابط َ الاتصالِ والانسجامِ بين أبناءِ الأمةِ الواحدةِ وبينَ تأريخِهم، إنَّها انتماءٌ وهُويّةٌ وثقافةٌ، قال الفيلسوفُ الألمانيّ فيخته: " اللغةُ تجعلُ من الأمةِ الناطقةِ بها كلاً متراصًّا". ومما يدُلُّ على عِظَمِ العربيةِ وعُلُوِّ كَعْبِ أهلِها في كمالِ الذوقِ وجودةِ السليقة أنَّها قد تبوأت مقعدًا ساميًا بين لغات الأمم. أعظِم بها من لغةٍ شرَّفَها اللهُ جلَّ وعلا لتكونَ لغةَ قرآنِه، ولغةَ أهلِ جنانِه، قال تعالى { لسانُ الذي يُلحدون إليه أعجميٌّ وهذا لسانٌ عربيٌّ مبين } [النحل:103]، فلغتُنا العربيةُ التي استمدت خلودَها وديمومَتَها من القرآن الكريم{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[سورة الحجر:9]، عاشت وصمدت شامخة راسخة باختلافِ الظروفِ والأزمان؛ لأن الناطقين بها أخلَصُوا لها، وحرَصُوا على تعلُّمِها وتعليمِها، وأصرُّوا على استعمالها، والحفاظ عليها. وصارت الحواضر العربية مراكزَ اشعاعٍ حضاريٍّ تمدُّ العالمَ بالعلوم والمعارف، ومنها علومُ الدين واللغة، ومن ثم انتقلت الى سائر البلدان العربية والاسلامية.
إنَّ الحفاظَ على اللغة هو حفاظٌ على الهُويَّةِ الوطنيةِ والثقافةِ والتأريخ، وتلك مهمةُ قادةِ البلدانِ ونُخَبِها ومؤسساتِها العلمية والثقافية في أن يكونَ لهم نصيبٌ في تنمية اللغة الفصحى وتعميقِ الوعي اللغوي السليم، وذلك بإشاعة استعمالِ اللغةِ العربيةِ الفصحى في التدريسِ والحوارِ والتخاطبِ اليوميّ، والكفِّ عن استعمال اللهجةِ العاميةِ لرفعِ مستوى الأداء الكلاميّ والكتابيّ الفصيحَينِ؛ لأن مسؤوليةَ الحفاظِ على سلامةِ اللغةِ العربيةِ يتحملُّها الجميعُ.
وندعو أصحاب الشأن إلى تفعيلِ عملِ مؤسسةِ المجمعِ العلميّ العراقيّ بتشريعِ قانونِه المعطَّلِ منذ سنينَ وإعادةِ الروحِ إليه وتأهيلِه ليستأنفَ أعمالَه ونشاطَاتِه العلميةَ والفنيةَ والإداريةَ، ليعودَ صرحًا علميًّا شامخًا نابضًا بالحياة ، وتحتضنَ قاعاتُه ودوائرُه أعمالَ لجانِه المتعددةِ في مختلف العلوم والآداب، فضلا عن عقْدِ المؤتمراتِ والندواتِ وإصدارِ الكتبِ والدورياتِ، وبما يخدُمُ مسيرةَ العلمِ والإصلاحِ في عراقِنا الحبيب .
اللغة االعربية، هوية، ثقافة، تراث، تخاطب
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
جزاك الله خيرا ، في الجزائر في عقود مضت كنا نقبل شيئين اثنين إذا وجدناهما في الأرض (الخبز، الحرف العربي) ، ليت دعواكم سيدي الفاضل، تصل لا إلى المجمع العراقي فحسب، بل إلى كل المجاميع العلمية العربية وكل المؤسسات المنافحة عن لغة الضاد، ورحم الله أيام زمان، مجلة المورد العراقية،التي حين أطالع بعض ماكتب فيها يتملكني شعور خاص، ومجلة المؤوخ العربي، ومركزدراسات وحدة عربية، كلها ساهمت من قريب أومن بعيد في إثراء لغتنا، لك الله ياعراق فمنك حفظنا لغتنا، أثرت في شجونا يا أستاذ وذكرتني بالزمن الجميل، لست من هواة البكاء على الأطلال، ولكني دمعة وحرقة على العربية التي تضيع من أيدينا يوما بعد يوم ، وسياهم بعض من أبناء جلدتنا في طمسها ولكنها باقية بقاء الزمان طالما أن هناك رجلا يكتب اسمه أد سعدون أحمد علي جعفر عن اللغة العربية هويَّة وتأريخ وثقافة. رحمك الله حيا وميتا، وأطال الله عمركم في خدمة العربية لغة القرآن الكريم. و معذرة إن أصابكم من لغتي ما لا يرضيكم تحباتي
وجزاك خيرا وأحسن إليك أيها الأمين المفضال.. لست وحدي من ينافح عن لغة القرآن ، اطمئن فهناك الكثير من سدنة العربية في العراق ومصر والجزائر وكل البلدان العربية ممن داوموا على نشرها وصونها والذود عن حياضها، والعربية خالدة بأمر الله جل وعلا حتى يرث الله الأرض ومن عليها.. تشرفت بمداخلتك العاطرة أخي العزيز الأستاذ رقيق قادة الموقر، وأسأل العليم أن يفتح عليك من فيوضه ويحبوك بألطافه.
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة