مدونة وصال إبراهيم أحمد عالم


المعرفة المحلية والتراث الشعبي : التراث الشفوى السودانى الأمثال السودانية أنموذجا ً

د/ وصال إبراهيم أحمد عالم | Dr. Wisal Ibrahim Ahmed Alim


19/10/2020 القراءات: 4805  


الأمثال من الأرث والآثار المنقولة لنا عبر الأجيال خلال الحقب الزمنية المختلفة فهى تنقل التجارب والخبرات عبر الزمن الذى قيلت فيه والأزمنة االأخرى التى تليه وهى واحدة من وسائل الوعظ والنصح المختصرة جدا ً والمعبرة بكلمات معدودة ويستدل بها الأشخاص فى الحديث أو فى الكتابات الأكاديمية أو حتى فى اللقاءات الرسمية الدولية دون أن تفرض عليها رقابة فكأنها تأخذ الحصانة الدبلوماسية ويستدل بها كطرح لوجهة نظر قد تكون صحيحة أو خاطئة . التراث بكل أشكاله وأنواعه يرسم للأمم طريق المستقبل، فالتراث حضارة كلما تقادم كان أقوى وأثبت وأقدر على مواجهات تقلبات الزمان هذا إذا ما وجد من يعطيه حقه وينزله منزلته التى يستحقها، فالتراث من الناحية العلمية هو علم ثقافى يلقى الضوء على الثقافة الشعبية من زوايا تحليلية فهو يحلل مكونات الزمان والمكان من علم إجتماع وعلم نفس. فهو مرصد للمجتمع يعرض عادات الناس وتقاليدهم ومعتقداتهم؛ والتراث بمفهومه البسيط هو خلاصة ما خلفته الأجيال السالفة فهو يحمل من العبر والدروس الكثير، وهو عبارة عن حكايا وقصص وغناء ورقص وأحاجى وأمثال شعبية. التراث بصفة عامة هو كل ما خلفته لنا الأجيال السالفة فى مختلف الميادين المادية، الفكرية والمعنوية وينقسم إلى قسمين هما : الثقافة المادية تشمل : المبانى العامة، المساكن، صناعة الملابس، إعداد الطعام وحفظه وتخزينه، أدوات العمل ، وسائط التنقل . والثقافة الغير مادية وتشمل : النثر، الشعر، الأمثال الشعبية، الألغاز، النوادر، أهازيج المناسبات، الأساطير والقصص الشعبى. إلى أن الأمثال تمتاز بالشعبية فهى من أكثر أنواع الكلام تداولا ً فليس لها طبقات معينة بل هى ملك حر لجميع أفراد المجتمع ، ومعظمها حكم ومواعظ مجانية؛ وليس لها قيود فيتسامح فيها في ما لا يتسامح فى غيره من أنواع الكلام كالشعر والنثر والحكم. تعتبر الأمثال الشعبية من المؤشرات الصادقة الدلالة على التغيرات التى تشهدها المجتمعات فهى تدل وتوثق تاريخيا ً للحياة والممارسات البشرية؛ وهى من المعارف المفيدة للأخرين فهى كنز معرفى وثقافى . الأمثال تساهم فى تشكيل أتجاهات وقيم المجتمع وهو الأمر الذى يجعلها محور إهتمام المعنيين بدراسة الثقافة الشعبية . عصارة تجارب وممارسات عديدة كانت تلجأ إليها بعض الشعوب ويدخل ضمن إطار ما يسمى بالشعبيات كالطب الشعبى والممارسة التقليدية له . الأمثال الشعبية من أبرز عناصر الثقافة الشعبية فهى متغلغلة فى معظم جوانب الحياة اليومية، وتعكس المواقف المختلفة، وهى أنموذج يُقتدى به فى مواقف عديدة متكررة ومتشابهة ومع التعامل مع الشعوب والثقافات واتوفر وسائل الإتصال تداخلت الثقافات مع بعضها البعض فأكتسبت بعض الأمثال صفة العالمية فنجد أن معنى المثل واحد بينما تختلف ألفاظه من مجتمع لآخر. الأعلى حلول مشاكل المجتمع فبلا أدنى شك بأن الحلول دائما تنبع من بيئة المشكلة وقد سرد جمال عنقرة فى عموده تأملات بالصفحة الأخيرة لصحيفة المستقلة حادثة سنذكرها كما وردت فى السياق وهي : مثال تحسم الخلاف الناشئ بين أفراد المجتمع وتدل علي : • إن المجتمع السوداني يبذل الجهود وفى صمت لإنتاج إبداعات وإبتكارات تساهم فى حل المشكلات الحالية والمستقبلية وتوفع من نصيب الفرد والمجموعة فى المشاركة فى التنمية وإزالة الفقر وزيادة الوعى بالمسئولية الإجتماعية " . • ومن إسهامات هذا المجتمع تشجيع الأفراد والمجتمعات على الفاعلية فى الحياة من خلال الأمثال والأقوال التى تحث على طيب الأخلاق وحلو المعشربين الناس فمن الأمثال ما يقوم على حب العمل الجماعى ويحض على الفائدة الجماعية ومنها على سبيل المثال لا الحصر مثلنا السودانى (الداب نفسو مقصر) و (اليد الواحدة ما بتصفق) فهذان المثلان يدعمان تماماً إحساس الفرد بالمسئولية تجاه الغير وهو ما تم ذكره فى القول السابق . تعريف التراث : كلمة تراث وضعته الأمانة العامة لمجمع اللغة العربية بجامعة الدول العربية بديلا ً لغوى مرادف فى معناه لكلمة فلكلور الإنجليزية folklore .


التراث الشفوي ، الأمثال السودانية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع