مدونة د/ زينب عبد التواب رياض


ماضي الشعوب والفلكلور المتحفي (متحف النوبة أنموذجاً)- زينب عبد التواب رياض

د/ زينب عبد التواب رياض | Dr/ Zainab Abd El-twab Riyad


28/10/2020 القراءات: 2992  


لكل شعب ثقافته وعاداته التي تتجسد أحياناً في ممارسات تؤدى من قديم الأزل أو طقوس لا يُعرف الغرض منها ولا سبب نشأتها، وتسهم متاحف العالم العربي على اختلاف أنواعها في إظهار هذه العادات الفلكلورية في صور متنوعة تحتضنها جنبات العديد من متاحف الآثار والتراث، وسوف نستعرض معاً في حلقات منفصلة بعض من هذا الفلكلور في مختلف بلاد العالم العربي، ولنبدأ بمتحف النوبة في مصر.
فلكلور متحف النوبة
يقع متحف النوبة في محافظة أسوان جنوب مصر، قامت بإنشائه منظمة اليونسكو لعرض الآثار الخاصة بالحضارة النوبية القديمة، ويتضمن معلومات عن تاريخ النوبة من عصور ما قبل التاريخ حتى الوقت الحالي، مع استعراض لأهم العادات والتقاليد النوبية، واللغة النوبية العريقة.
ولا شك أن للمتاحف أهميتها إذ أنها تجمع بين تراث الشعوب وتاريخهم، فهي تجسد ثقافة الماضي بصورة مرئية لكى تستقر في ذهن الزائر والمشاهد، وبما أن التراث جزء من التاريخ فلا بد وأنْ يتعرف عليه الأجيال كي لا يُنسى ماضيه في خضم حداثة الحاضر وتجليات المستقبل.
يحكي متحف النوبة بمجسماته قصة حياة شعب النوبة بأدق تفاصيلها، وعادات وتقاليد هذا الشعب، والمهن التي كان يعمل بها منذ القدم، وتطورها تدرجيًا على مر العصور، ويوضح كذلك نماذج من التراث النوبي الذي شغفت به العديد من شعوب العالم، وأصبحت رمزاً لفلكلور شعب النوبة في جنوب مصر.
وكان من بين ما يحتويه متحف النوبة من نماذج وتماثيل مجسمة تصف الحياة النوبية القديمة والحالية.
وكان من بين هذه الأمثلة الفلكلورية بالمتحف هذا النموذج الذي يوضح بشكل مجسم تماثيل لأهالي النوبة، تعطي إحساسًا لزائري المتحف أنهم أمام أشخاص نوبيين حقيقيين بالزي النوبي المعروف للرجال والنساء.
هذا بخلاف مجسمات أخرى أظهرت أعراس النوبة واحتفالات الزواج وما يصاحبه بما يُعرف بـ "ليلة الحنة" وممارسات تلك الليلة من تجهيز وتزيين العروس ودق الطبول والغناء.
ولا زالت "ليلة الحنة" من العادات التي ظل صداها الى يومنا هذا في صعيد مصر وفي العديد من قرى مصر شمالا وجنوباً.
وبالمتحف مجسمات أظهرت للزائر مفردات من ثقافة المجتمع المصري بوجه عام والنوبي بوجه خاص، تمثل فيما يُعرف بـ "الكتاتيب" أو الكُتاب" وهو مكان تًجمُع التلاميذ مع مُعلمهم ليتدارسوا ويتعلموا سواء حفظ القرآن الكريم، أو تعلم الكتابة والقراءة.
المتحف بما يحتويه أشبه بسيمفونية فنية تاريخية أثرية تراثية شعبية تُجسد الماضي في الحاضر بطريقة مرئية ملموسة تُشعرك بأنك ترى ما كان يُحكى بقصص الأجداد ولم تكن لتعييه لولا رؤية العين..
وللحديث بقية..


فلكلور، النوبة، الشعوب، عادات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع