كيف تعد اختباراً لطلابك؟ د. غازي الحيدري
غازي الحيدري | Ghazi alhaidari
04/03/2023 القراءات: 970
كيف تعد اختبارا لطلابك؟
من خلال عملي في سلك التربية والتعليم لأكثر من عشرين سنة وتنقلي بين عدة مهام تربوية وتعليمية ابتداء بالتدريس ومروراً بالإدارة والتوجيه وانتهاءً بالتدريب استفدت كثيراً في جوانب عدة جعلتني أدلي بدلوي كلما سنحت لي الفرصة في الإفادة لمن يعملون في هذا السلك المهم وفيما أي أجيده طبعاً وعايشته خلال مسيرتي التربوية والتعليمية وسأزال على ذلك بإذن الله.
ولم تكن مدونتي التي أكتب فيها وقناتي في اليوتيوب إلا وسيلتان للمساهمة في هذا الصدد، علّ من يتعرض لها يجد مايفيده مهما كان بسيطاً، وهنا يكمن الغرض من وراء كل علم نتعلمهُ أو معرفة نتزود بها.
ولكي لا أذهب بك بعيداً ـ عزيزي القارئ ـ فإني من خلال مسيرتي واحتكاكي مؤخراً ببعض المعلمين أو بما ينجزونه في التقييم والتقويم عبر أدوات القياس المعروفة من تطبيقات واختبارات وامتحانات لطلابهم في مختلف المراحل وفي مختلف المواد الدراسية لاحظت تفاوتاً في مايقدمه أولئك من زملاء المهنة فمنهم من هو متمكن في ذلك ومنهم المقصر، وإن كان الكثير منهم مازال يعاني من ركاكة في الصياغة او الترتيب للورقة الامتحانية شكلاً ومضمونا.
ولأننا مقدمون على فترة امتحانات النصف الأول من العام الدراسي أحببت أن أضع بين يدي المعلم بعضاً من الملاحظات لإمكانية الاستفادة منها عند إعداده لورقة امتحان طلابه وصياغة الأسئلة فيها .
وبالإمكان أن أبتدئ هنا بالتلميح إلى أهمية إيضاح الغرض من التقويم، علماً بأن كل نوع من أنواع التقويم له هدف يحدده المعلم وفقاً لطبيعة مادته والفترة التي ينفذ فيها تقييمه لتلاميذه، وليس التقويم يستهدف الطالب فحسب كما يظن البعض بل يقيس أيضاً أداء المعلم ومدى إجادته لمهمته فضلاً عن تقييم المنهاج أيضاً في الوقت ذاته.
ولكن مايهمنا هنا هو التركيز على تقييم التلاميذ او الطلاب بدرجة أساسية، إذ لابد لكل معلم عزم على إجراء تقييم لتلاميذه بأي أسلوب كان وفي أي فترة من فترات التدريس لابد له وأن يضع أهدافاً لذلك كي يصلح ما اعوج في الأداء ومعالجة الاختلالات التي حدثت في استنهاج المقرر.
ومادمنا كما أسلفت على عتبة بوابة الامتحانات فينبغي لكل معلم أن يضع نصب عينيه مايلي..
1. ان يحدد الغرض العام من الامتحان والأهداف الخاصة بامتحان المقرر الذي أنجز تدريسه.
2. أن يحلل المحتوى الذي تم اخذه خلاله الفتره من خلال رصد عدد الأهداف التي رسمت والمهارات التي تحققت أثناء الدراسة ليضع أسئلته وفقاً لجدول المواصفات ما أمكن ذلك.
3. أن يستحضر شروط الاختبار الناجح والتي تتمثل بالشمول والصدق والثبات وغيرها من الشروط.
4. أن ينوع أسئلته بين المقالية والموضوعية ولتكن الأسئلة الموضوعية ضعفي الأسئلة المقالية كونها الأكثر صدقاً في تحديد الدرجة للطالب.
5. أن يوازن أسئلة المواد ذوات الفروع دون طغيان فرع على الآخر وفقاً للتوزيع الرسمي لذلك.
6. أن يراعي الفروق الفردية في الأسئلة متدرجاً فيها من الأسهل إلى الأصعب وليس العكس.
7. أن لايغفل عن قياس قدرات الطالب العقلية ومستويات التفكير العليا دون اقتصاره على قياس المستويات الدنيا للتفكير.
8. أن يعتني بالجانب الشكلي والمظهر العام لورقة الامتحان والموازنة بين جميع الأسئلة شكلاً ومضموناً.
9. ان يركز على شروط الأسئلة الموضوعية ويتجنب محاذيرها كالنفي أو التعميم في اسئلة الصح والخطأ أو قلة الخيارات في أسئلة الاختيار المتعدد أو توازن العمودين في أسئلة المزاوجة.
10.كما ينبغي أن لاتكون أسئلة إكمال الفراغ نصوصاً وفقرات لاقيمة لها ولاتتطلب حفظاً بالأساس
11. أن يحذر من تضمين الأسئلة للإجابة بطريقة أو بأخرى أو توحي بالإجابة .
12. أن يتجنب الأسئلة التي تحتمل إجابتين كما يتجنب الاسئاة المركبة.
كل تلك الملاحظات وغيرها لمسناها من خلال زيارتنا واطلاعنا على العديد من الاختبارات في مختلف المستويات ومازلنا، وهانحن نؤكد هنا على التركيز عليها لتتسع دائرة الإفادة ونأمل من كل ذوي العلاقة الاستفادة من ذلك، للأهمية البالغة حتى تتم عملية التقويم كما يجب وتؤتى ثمارها في التعديل والتصويب، ومعالجة مكامن الخلل التي تنتج إثر تلك العملية المهمة فيتحقق الهدف من التعليم وينتفع بذلك هذا الجيل وعلى الله قصد السبيل.
القياس والتقويم
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف