ممارسة نمطية العبث في التفكير الإبداعي عند الإنسان العربي
حمام محمد علي | hammam mohamed
23/07/2020 القراءات: 4578
ممارسة الإنسان العبث:
أردنا في محور ممارسة العبث التحدث عن الاستعمالات غير العقلانية للإنسان على مر الأزمان،والتي كانت وراء إخفاء وحجب الكثير من المعارف التي ربما كانت ستنير طريق الفكر إلى أحسن مما نحن فيه الآن، وقبل ذلك يمكن أخذ تعريف العبث حسب المدرسة اليونانية القديمة ، بقولها إن العبثية هي خطأ العقل الإنساني وإيمانها بالأخطاء المتكررة يجعلنا نبقى الكثير عن التصورات حول مرض العقل ووهمه كما تكلم عنه الكثير من المحدثين والفلاسفة أمثال هابد خر وماركس .
ومما لا مجال فيه للشك أن الإنسان في تاريخه الطويل أستعمل أفكارا ظن أنها سليمة وهي كانت مرتبطة بالأنانية والحقد ناتجة عن شعور بالتسلط وتوسع في الملكية الفردية ،لأنه ثبت تاريخيا أن الإنسان البدائي كان وفيا لعشيرته يعيث فسادا خارج حدود مجتمعه، وهو الأمر الذي يظهر في الغارات والغزوات التي كانوا يقومون بها ضد جيرانهم حتى أوجد عقله قواعد منظمة للحروب .
ضمن ما نحاول تصنيفه "بالعبثية العقلية" هذا إذا أمنا فعلا أنهم كانوا يعبثون أم يمارسون دورة العقلانية في نظرنا لا ترتقي أسس تنظيم الأسوأ إلى ما يلائم الأنا الذاتية للجماعة لأن البشري عندما قدم تصوره للأخر حول إمكانية التعايش في أمن كان قبلها قد فكر في حدود الأمن والسكينة الأولى، فهو لم ينفع في تقديم مشاريع التواصل الاجتماعي منذ أن حاور نفسه وبعد مئات السنين حاورا لآخر مكتسبا تجربة حوارية وحيدة كما يكون في نفس الإطار قد قدم نماذج عبثية حازت على قبول الأخر.
ولا يعني أن الآخر وافقه على تلك العبثية بل ربما كانت تمثل خارقيه كاجتماع الناس في العصور القديمة لعبادة الأصنام ورموز الطبيعة وتضاريسها، لهذا وجد الأنبياء والرسل مجابهة فورية لاستقبال أفكار الكشف عن عبادة الأوثان من قبل الغير متوهمون أنهم إن تقبلوا سيعيشون عبثية بهيمية وكأنهم هم العقلاء هكذا ظنوا ولاذوا عن ذلك بكل أصناف العبث كتصديقهم تنبؤات الأمامية أو تقسيم السماء إلى أقاليم ألاهية وزاد عبثهم بعبادة البقر والجنس الإيروسي أو التطهير الغنوسي،ولم يكن دفاعهم عن هذه المنطلقات إلا لأنهم أدركوا في تأمل ميتافيزيقي للحياة والمادة والله ولعل من أشد الأسئلة التي كانت تخيفه هو علاقة الروح بالجسد؟.
وعند الموات أين تذهب الروح، ؟هل تبقى رهينة الأسرة ؟أم أن لها مكانا خارجيا من شدة ذهوله أعطى لعقله حرية مشايعة في أن يختلق أجوبة سواء كانت عادية أو غير عادية المهم لتحقيق إجابة يراها وافية .
مثل هذا الطرح التساؤلي فتح المجال أكثر لكي يمارس العبثية وفقط لمدركات رأى أنها صحيحة أو حقيقية بمعيار تصديق العين وإدراك الحس، يمكن القول أن العبثية قادت الإنسان البدائي لأنه نال المعاني التي ليست هي في ذاتها مادية وكأنه بات أسيرا للمجاز في حياته وبهذا يكون قد ساهم بدون ما يشعر في تدجين مفهوم الوهمية التي تمركزت على مجموعة من الأسقام الاجتماعية منها النفور من التفكير الروحي المبني على رسالة.
إن هذا السبب وغيره جعلنا نقتحم مبحثنا في الفصل اللاحق، للحديث عن الأديان ورسائلها المختلفة من أجل إفهام القارئ الحقيقة المثلى التي تؤكد معرفة البشر لحقائق أفعالهم ...
المجاز..الموروث.التلاقح.المشايعة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع