مسالك العلماء في تحقيق معنى البدعة:
د. محمد أرارو | Dr. mohamed ararou
26/09/2020 القراءات: 4914
تعد قضية بيان مسالك العلماء في فهم وتحقيق معنى البدعة، وتنزيل ذلك على القضايا الحادثة وتطبيقه على النوازل المستحدثة - أمرا غاية في الأهمية- فالمحققون من العلماء - بل قل جمهورهم - يسلكون في تحقيق معنى البدعة مسلكين:
1. المسلك الأول - الموسعون: إطلاق البدعة على كل حادث لم يوجد في الكتاب والسنة، سواء أكان في العبادات أم العادات، وسواء أكان مذموما أم غير مذموم. ومن القائلين بهذا الإمام الشافعي، والعز بن عبد السلام، والنووي، وأبي شامة. والقرافي، والزرقاني. وابن عابدين. وابن الجوزي. وابن حزم.
ومن ثم قسموها إلى أقسام وفق الأحكام الشرعية، أو وفق تقسيم السنة المستحدثة إلى حسنة وسيئة.
2. المسلك الثاني - المضيقون في الإطلاق: اتجه فريق من العلماء إلى أن مصطلح البدعة هو مصطلح شرعي لا يطلق إلا على المحدثات التي تتعارض مع أصول الشريعة وقواعدها، ومن هنا جاء ذمهم للبدعة، وقرروا أن كل بدعة - بعد تحقيق بدعيتها- ضلالة سواء في العادات أو العبادات.
وممن ذهب هذا الاتجاه: الإمام الشاطبي والطرطوشي، والإمام الشمني والعيني، والإمام البيهقي وابن حجر الهيتمي، والإمام ابن رجب، وابن تيمية. ومن هنا اعتبر أصحاب هذا الاتجاه أن مصطلح البدعة لا يطلق إلا على المحدث المذموم، وعليه فإن كل محدثة في الدين بدعة ضلالة، وأما المحدث غير المذموم فلا يسمى بدعة بل سنة حسنة، وقد سماه الإمام الشاطبي مصلحة مرسلة.
هذه خلاصة ما لديهم في الموضوع لذا ينبغي عدم التسرع في الحكم على ظواهر الأمور المحدثة بالبدعة دون تحقيق مناطقها وغاياتها..
والله أعلم.
مسالك العلماء، تحقيق معنى، البدعة.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة