يعتبر التخطيط الاستراتيجي العمود الفقري لصنع السياسة الخارجية وقد عظُم دوره في الآونة الأخيرة باعتبار أن السياسة الخارجية قد تطورت ولم تعد تلك السياسة المرتبطة فقط بعلاقات الدولة الخارجية،بل تعدت هذا المفهوم التقليدي لتصبح مرتبطة بالمفاهيم التنموية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية والسياسية والإستراتيجية والتكنولوجية،وأصبح هنالك علاقة مباشرة ما بين "السياسة الداخلية والسياسة الخارجية"،حيث تُعبر السياسة الخارجية عن أهداف السياسة الداخلية من خلال تنفيذ مبادئها و أهدافها المعلنة وغير المعلنة

إن المتغيرات المتسارعة وما تبعها من صعود التكنولوجيا الرقمية الحديثة بما فيها الذكاء الاصطناعي الذي أصبح مؤثراً في صنع قرارات السياسة الخارجية للدول؛مما يتطلب من الدولة اتخاذ سياسات موازية لهذه المتغيرات لضمان مصالح شعبها والمحافظة على أمنها واستقرارها وسيادتها، مع الوضع في الاعتبارالأمن الإقليمي والدولي لأن الدولة تعتبر جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع وتتأثر بما يدور فيه من حروب ونزاعات "تؤثر وتتأثر" 

الإعلام الحديث هو الذي يفكر مع الدولة ويشارك في صياغة استراتيجياتها ويقود عمليتي المراقبة والتقييم البناء.يعتبر الإعلام من أهم أدوات السياسة الخارجية وأهم أدوات التنمية والانفتاح على العالم ، ويدفع المجتمعات نحو صناعة المبادرات العلمية وله دور واضح في ديناميكية التغيير المتسارعة وما يتبعها من التوجيه الإيجابي في كيفية توظيف التكنولوجيا في برامج تنمية المجتمع ، ويشجع الشباب نحو التفكير العلمي لإبتكار كل ماهو مفيد للبشرية

لعب المجتمع المدني في السودان دوراً جوهرياً في مساعدة المتأثرين بالحرب من خلال العديد من المبادرات للتخفيف من الآثار المرتبطة بتداعياتها ، ظهر ذلك جلياً خلال الأزمة التي عاشها ويعيشها المجتمع السوداني منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل من العام ثلاثة وعشرون وألفان وحتى الآن. تمحورت هذه الأدوار في العديد من أشكال المساعدة عبر العديد من الآليات والأدوات التي تعكس قيم المجتمع السوداني المتعلقة بالتكافل خاصة وقت الأزمات ، مما شكل لوحة من التلاحم والترابط وسط المجتمع.

تعاظم دور المجتمع المدني واستطاع الوصول إلى مناطق لم تستطع المنظمات الدولية الوصول إليها ـ فقد ساهم في سد الفجوة الغذائية أو الأمن الغذائي خلال أزمة الغذاء  وكانت فرق تجهيز الوجبات تعمل أثناء اندلاع المعارك وعرضت نفسها للخطر من أجل توفير الغذاء للأطفال والنساء وكبار السن وأدى تدخلها السريع إلى الحد من انتشار الأمراض وإنخفاض معدلات سوء التغذية خاصة بعد نشوء أزمة الممرات الإنسانية ولم يبقى إلا المنفذ الداخلي ، لذا يعتبر المجتمع المدني هو البديل الأمثل للإغاثة الدولية.