تذكِرة على هامش نتائج الانتخابات الأمريكية 2020م
حسن الخليفة عثمان | Hassan Elkhalifa Osman Aly Ahmed
08/11/2020 القراءات: 4306 الملف المرفق
لازالت الديمقراطيةُ أفضلَ خيارٍ بشري اتّفَقَ عليه العالمُ الحديثُ لتحقيقِ أهدافِ الشعوب، وغاياتها، وهي طريقةٌ تتيح للغشوم الظلوم الذي ينخدع النّاسُ بِلحنِ قوله أن يمارس نزقه حينًا محدّدًا من الدهر، وتتيح للحكيم العادل ذي الضمير اليقظ أن يؤدّبه، ويمحو بالعدل والفضل آثار نَزقه، وظلمه.
والديمقراطيةُ ثمرةٌ من ثمارِ العقل الغربي الباحث بالمعرفة والفكر عمّا يكفل له رخاء عيشه، واستقراره الاجتماعي، وسيادة قيمه الانسانية التي ارتضاها لنفسه؛
قَالَ الْمُسْتَوْرِدُ الْقُرَشِيُّ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ:
《تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: أَبْصِرْ مَا تَقُولُ، قَالَ: أَقُولُ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ إِنَّ فِيهِمْ لَخِصَالًا أَرْبَعًا: إِنَّهُمْ لَأَحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَةٍ، وَأَسْرَعُهُمْ إِفَاقَةً بَعْدَ مُصِيبَةٍ، وَأَوْشَكُهُمْ كَرَّةً بَعْدَ فَرَّةٍ، وَخَيْرُهُمْ لِمِسْكِينٍ، وَيَتِيمٍ، وَضَعِيفٍ، وَخَامِسَةٌ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ: وَأَمْنَعُهُمْ مِنْ ظُلْمِ الْمُلُوكِ》
[صحيح مسلم: 2898 /كتاب الفتن وأشراط الساعة/ باب تقوم الساعة والروم أكثر النّاس]
إنّنا نعتقد أن أفضلَ منهجٍ لتحقيقِ مصالح النّاس، وصلاحهم، هو كلُ طريقٍ سلم من معارضةِ فِطرةِ اللهِ التي فَطَرَ النّاسَ عليها، وهو القائلُ في مُحكم التنزيل:
{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
(المُلك:14)
وإذا كان الشرقُ لازال عاجزًا عن تطبيق الشورى بطريقةٍ تُمكّن لها بين النّاس، وتكتب بثمارها ما يُحقّق مصالحَهم، ويكفل لهم حريةَ اعتقادِهم، ويحقن دماءهم، ويحفظ عقولهم، ويصون أعراضهم، ويضمن أموالهم، فليس ذلك لِعيبٍ في الشُّورى، وهديها، وإنما لخللٍ في النفوس، وانحرافٍ في الأهواء.
حسن الخليفة عثمان، مشروع نبلاء، نبلاء، الشورى، الديمقراطية،
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
سبحان الله لم أكن أعلم بهذا الحديث