الإستلال من النتاج الفكري التقليدي
د. عبداللطيف هاشم خيري | Dr. Abdulateef Hashim Khairi
24/10/2020 القراءات: 5719
يقع الكثير من الباحثين في مشكلة الإقتباس من بعض المصادر التقليدية، وخاصة تلك التي صدرت في فترات زمنية سابقة، والتي لم تخضع لعمليات الإستلال الإلكتروني، أو صدرت في فترات زمنية كان من الصعب بمكان إجراء الإستلال العلمي الدقيق لها، حيث وللأسف الشديد عند الإطلاع على بعض الدراسات القديمة وخاصة في مجال موضوعي دقيق، نجد إن البعض منها إستل بطريقة غير علمية أو لم يتوخى الأمانة العلمية في إدراج النص المقتبس دون الإشارة للنص الاصلي، وهذا يضع الباحثين الذين يقتبسون منه في حرج كون النصوص المقتبسة متاحة في مصادر أخرى غير التي أشير لها في بحوثهم ودراساتهم، وتعود لباحثين آخرين في دراسات آخرى، والأجراءات المعمول بها لتحري موضوع الإستلال الورقي محدودة وغير كافية للتحقق من المصادر. ومن المفيد أن يجرى العمل على رقمنة المصادر الأساسية في التخصصات المختلفة، والتي يعتمد عليها كأساس في العديد من الدراسات اللاحقة، لتجنب الحرج الذي يصادف الباحثين في الإشارة إلى مصادر أخرى تكون بالأساس قد أقتبست النصوص دون توخي الأمانة العلمية، أو الإشارة للمصادر الأصلية، فضلاً عن إمكانية الخطأ والسهو الذي قد يرد في أحد المصادر في الاشارة للمصدر الدقيق، يليه إشارات لاحقة لباحثين آخرين للمصدر بإستخدام الإشارة الخاطئة ذائها. فالمطلوب منا العودة إلى تلك المصادر ورقمنتها بطريق علمية منظمة، والتركيز على المصادر الأبرز والأكثر إشارة لها في المصادر الخاصة بالدراسات المتنوعة، والتي يعتمد عليها كأساس للتقديم والتمهيد للعديد من المجالات والتخصصات العلمية منها والإنسانية، والتي قد تظهر بصورة جلية في التخصصات الإنسانية بصورة أكبر للحاجة إلى تقديم الدراسة التاريخية للموضوع والمراحل التي مرت به قبل الحديث عن أي تطورات وتعديلات فيه. الموضوع قد يكون أوسع مما يمكن تغطيته في هذه المقالة البسيطة، ولكنها قد تكون لمحة أو فكرة يمكن تبنيها من قبل أحد الباحثين أو المؤسسات العاملة في حقول المعرفة لمشروع بحثي أو علمي واسع، ولكن يمكن البدء به من خلال خطوات بسيطة ومتتابعة للوصول إلى الهدف الأوسع والأشمل.
رقمنة المصادر; الاستلال العلمي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع