تصيين العالم في القرن الحادي والعشرين
حسن محمد عبدالله البيتي | Hassan Mohammed Abdullah Albaiti
04/04/2022 القراءات: 4442
من خلال الاطلاع على تعريف المصطلحات: الأمركة، والكوكلة، والمكدلة، فإن هذه المعاني كانت تعبر عن مظاهر العولمة التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية في منتصف القرن الماضي، وخصوصاً بعد انتصارها في الحرب العالمية الثانية، مما جعل مراكز القرار العالمي فيها كمجلس الأمن، والأمم المتحدة، كذلك قادت الولايات المتحدة العولمة من خلال ثورة الإنترنت التي انطلقت من أراضيها.
لكن اليوم لم يعد شيئاً من هذه المصطلحات المتبقية تعبر عن العولمة غير مصطلح المكدلة التي تعبر عن نمط التفكير الأمريكي المسوق في كافة أرجاء العالم، والذي يراد به جعل نمط حياة الناس متشابه ومتقارب لحد ما، بما أن العولمة تجعل العالم مثل القرية الصغيرة (المسيري، 2007)، ولكن حتى هذا المصطلح معرضٌ للاختفاء بفعل صعود التنين الصيني سياسياً وصناعياً، بل وثقافياً، وبطابع الرأسمالية لا الاشتراكية التي تعتبر هوية أصيلة له.
لقد عرف العالم ماذا تعني لهم الصين في ظل جائحة كورونا، دعوني أشير إلى مثال جديد في هذا السياق، لدينا اليوم أزمة الحاويات وارتفاع كلفة الشحن من الصين إلى كل دول العالم، وغداً سنصبح على واقع أن عملة اليوان هي مظهر من مظاهر العولمة الجديد، كما كان الدولار في القرن الماضي.
دعوني نضيف مصطلح رابعاُ وهو "تصيين العالم" ولنعرفه بأنه جعل العالم مظهر من مظاهر النهضة الصينية حالياً في المجال السياسي والاقتصادي والتقني والثقافي، وهذا المصطلح سيبرز بقوة خلال العقد الثالث من القرن الحالي وفق غالبية التحليلات الاقتصادية.
وكدليل على صحة القول، عند ما توعدت الولايات المتحدة بعض الدول الخليجية بتفعيل قانون "جاستا"، سارعت تلك الدول للتلويح باستخدام عملة اليوان لبيع النفط بدلاً من الدولار.
كما أن الاتحاد الأوروبي من خلال مسؤولي الشؤون الخارجية له ناقشوا خلال هذا الأسبوع الماضي الصعود القوي لروسيا والصين، وأنه يجب التعامل معهم وفق قواعد مشتركة، مع التحذر من مآلات صعودهما على حساب إتزان القوى العالمية للحلفاء، التي ظهرت بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.
وفي الأخير، نعود لنقول: بأن تلك المصطلحات الثلاثة المعبرة عن السيادة الأمريكية في العالم من خلال العولمة التي جعلت العالم كأنه قرية صغيرة، ستتحول مع صعود الصين ليصبح العالم غرفة واحدة.
المصادر
المسيري، عبد الوهاب. (2007، مايو 29). الأمركة والكوكلة والعلمنة. شبكة الجزيرة. تم الاسترداد من الرابط:
https://www.aljazeera.net/opinions/2007/5/29/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%83%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A9-2
تصيين العالم
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع