مدونة د. نايف بن ناصر المنصور


التواصل البشري التقني إلى أين؟

الدكتور نايف بن ناصر المنصور | Naif naseer almansoor


14/02/2021 القراءات: 5204  


التواصل البشري التقني إلى أين؟


هذه خاطرة أكتبها حول ما جرى ويجري في عالمنا على سطح الأرض وفي عالمنا الحاسوبي، كان في السابق ومنذ زمن طويل التواصل بين البشر يشكل نوعًا من الصعوبة والمشكلة بسبب بعد المسافات وعدم وجود وسيلة النقل المناسبة والزمن المناسب للتواصل، ومع التطور البشري المستمر بدايةً من ظهور الرسائل البريدية المكتوبة، واختراع محركات السيارات إلى الطائرات ووسائل النقل الأخرى، وظهور الهاتف وجهاز الفاكس، والتلفاز والبث الفضائي وصولًا إلى ظهور شبكة الإنترنت في يوم 6 أغسطس 1991 والعالم بدأ يتحول تدريجيًا في اختصار طريقة التواصل بين الحكومات حتى مستوى الأفراد، وظهور برامج البريد الإلكتروني، وصدور الكثير من الدراسات حول مدى مصداقية التعامل في الإنترنت والتواصل التقني وحقيقة الشخصيات في عالم الإنترنت وقلة نسبة هذه المصداقية في البدايات، وضعف الأداء التقني لبعض الدول على مستوى الحكومات وخاصة في العالم العربي، فالمواقع الحكومية في السابق عبارة عن واجهة تعريفية للقطاع الخدمي ولا يوجد إلا النادر من التفاعل مع المستفيدين من خدماته من أفراد المجتمع، مما أدى إلى عزوف الكثير من الناس عن زيارة هذه المواقع وصار الشعار في ذلك الوقت بالنسبة للناس أن الموقع عبارة عن لوحة إعلانية فقط.



ومع ظهور حسابات مواقع التواصل بأنواعها، وما تتميز به من سهولة التعامل معها وسعة انتشارها في العالم واستيعابها عدد كثير من الحسابات، انتشرت معها ثقافة التعرّف على الأصدقاء في أنحاء العالم، والتسويق لبعض السلع، وكذلك طلب الإعانات، وأصبح المرء يفضل التواصل مع الآخر البعيد وإهمال الشخص المجاور، والعيش بشخصية يتقمصها أو حتى ينتحلها لكي يحصل على إعجاب الآخرين والقدرة على توثيق العلاقة والاستفادة منها في عدة مجالات، واستخدمت أيضا مواقع التواصل في تجييش وتجنيد المعارضين للحكومات.



ولكن لم يخطر ببال أحد أن يتم استخدام التقنية في التعليم المباشر بشكل رسمي في كثير من دول العالم حتى ظهور جائحة فايروس (كورونا) وانتشارها وظهور الهلع في الأوساط الرسمية في قطاعات التعليم من تفشي المرض بين الطلاب، حيث كان في السابق مفهوم التعليم المباشر لابد من وجود الطالب مع المعلم في قاعة واحدة، وإنجاز الأنشطة تحت نظر المعلم في تلك القاعة، وبسبب الجائحة تغير المفهوم وطرأت التعديلات الجذرية في طرق التعليم وتهيئة كافة السبل لهذا التغير وإنجاحه، وصار التعليم ظاهرة عالمية معترف بها شاء من شاء وأبى من أبى.



لذا أقول إلى أين سوف يصل بنا مستوى التواصل التقني في المستقبل؟




التواصل البشري التقني


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع