أ. د. عبد العزيز بن عبدالكريم المصطفى
التعلم الحركي صورة تطبيقية للذكاء الاصطناعي
أ. د. عبد العزيز بن عبدالكريم المصطفى | (Prof. Abdulaziz A. Almustafa (Retired
16/10/2020 القراءات: 4204 الملف المرفق
*إذا كان الذكاء الاصطناعي نظام يستوعب بيئته ويتخذ المواقف التي تزيد من فرصته في النجاح في تحقيق مهمته أو مهمة فريقه. فالتعلم الحركي صورة تطبيقية للذكاء الاصطناعي
نظرا لارتباط مفهوم العمليات العقلية بالذاكرة ، فقد اتجه علماء النفس المعرفيين المعاصرين ، وكذلك علماء علوم الحركة والتربية البدنية والرياضة إلى دراسة الذاكرة البشرية بشكل يتفق مع السلوك المعرفي Cognition Behavior الذي يعرف أيضا " بمنحنى معالجة المعلومات " Information Processing Approach ، ويرى أصحاب هذا الاتجاه أن السلوك الإنساني يؤكد على استقبال المعلومات عن طريق الذاكرة الحسية Inputs إلى الجهاز العصبي المركزي على شكل مدخلات صادرة من البيئة الخارجية المحيطة ، التي تقوم بعملية المعالجة عبر سلسلة من المراحل المتتابعة في الذاكرة ، ثم المخرجات . وبذلك يحتوي منحنى معالجة المعلومات على عنصرين هامين: المكون البنائي Structural Component : الذي يحدد طبيعة المعلومات التي تتضمنها كل مرحلة من مراحل التكوين والتطوير ومنها الانتباه ، والإدراك ، والذاكرة القصيرة والطويلة الأمد.والمكون الوظيفي Functional Component : الذي يحدد طبيعة المعلومات الإجرائية التي تحتويها كل مرحلة من المراحل ومنها الترميز ، واستعادة المعلومات من الذاكرة ، وتكوين المفاهيم واتخاذ القرار ، وتنفيذ الحركة .أو بطريقة أبسط الابداع الحركي يتم من خلال ثلاث مراحل وهي مرحلة التفكير ، ومرحلة الممارسة ، والمرحلة الاستقلالية أو المرحلة الأتوماتيكية (التلقائية أو الذاتية دون عملية التفكير أو التركيز على طريقة الأداء ..
التعلم الحركي جزءا من عملية التعلم العامة ، أي مثير واستجابة .و لكن هنالك مفهوم سائد مفاده أن التعلم الحركي لا يحتاج إلا لقدرا بسيطا وضئيل من العمليات العقلية عند مقارنته بالتعلم المعرفي والمعلومات النظرية التي تقوم على أساس النشاط العقلي . والواقع أن هذا المفهوم لا يرتكز على أساس علمي ، لأن تعلم وممارسة المهارات الحركية للرياضات التنافسية الفردية والجماعية يعتمد أساسا على استخدام الذاكرة والعمليات العقلية التي تتمثل في قدرة الفرد على تفسير تلك الاحساسات المختزنة في الذاكرة والخبرات السابقة في هذه المواقف ، أي نستطيع عن طريق الإدراك الحسي أي الذاكرة الحسية تحديد المكان المناسب لاستقبال الكرة ، ومن ثم التمرير والتصويب بسرعة ودقة كما يتطلب منا ذلك في مواقف اللعب التي لا تتكرر أبدا . فالتعلم الحركي يخضع الى العديد من المسميات كالمهارات النفس حركية والادراكية وغيرها لكنها تتطلب تناسقا عضليا – عصبيا، أحدهما نفسي أو ادراكي, والآخر حركي, ويتطلب انتاج هذه المهارات نوعا من التنسيق بين المثيرات أو النشاط الادراكي والاستجابة الحركية الذي يقوم على أساس الذاكرة و النشاط العقلي.
إن التفوق الرياضي يعتمد على مدى ممارسه المهارات الحركية بطريقة إبداعية بصورة صحيحة في الوقت المناسب ، وعلى معرفه مواطن القوة ومواطن الضعف في أفراد الفريق المنافس ، كما يعتمد أيضا على تقديره وإدراكه لأفراد فريقه . إن مهمته تنحصر في تحديد ما يتطلبه الموقف أثناء مواقف اللعب ، سواء كان ذلك التمرير لأعضاء فريقه، أو الهجوم على الخصم، ولكي ينفذ أي فكرة من هذه الأفكار في أقصر فترة زمنية ممكنه لا تتجاوز عدة ثوان فإن ذلك يحتاج إلي تفكير ، أي تتطلب قدرات عقلية قد تختلف عن تلك القدرات التي تسجلها المدارس لتلاميذها في سجلاتها.
التعلم الحركي الذكاء الاصطناعي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة