هل ستضطر أمريكا إلى التخلي عن نظرية وسياسة الفوضى الخلاقة؟
عبدالرزاق ناصري | Nasri Abderrezak
21/03/2022 القراءات: 2021
اعتقد صقور البنتاغون أن الرئيس ترامب بم له من شخصية فوضوية مستهترة هو الأقدر على المضي بسياستهم إلى أبعد الحدود وتعجيل النصر المنتظر، لكن الفوضى التي أحدثها انتشار جائحة كوفيد 19 عصفت بكل تنبؤاتهم ومحاولاتهم للتحكم بمصير البشرية، وتحول ترامب إلى خطر يهدد كيان الولايات المتحدة ويضرب صورتها وهيبتها في الصميم.
عاودت صقور البنتاغون الرجوع إلى القوالب القديمة المجربة والتي أثبتت نجاعتها، فاختاروا لذلك شخص الرئيس بايدن المتشبع بأفكار “مايكل ليدن” ونظرية التدمير البناء، ويبدو أن الصقور هذه المرة رأت أن تختار هدفا أكبر يعكس الأطماع الكبيرة التي ترجوها، فلا سبيل إلى اللحاق بالتنين الصيني وإخضاعه سوى بإبراز العضلات والإطاحة بخصم قوي حتى ترسخ فكرة "عودة أمريكا" التي أتخذها بايدن شعارا لولايته.
قرر صقور البنتاغون الزج بالدب الروسي إلى مستنقع أوكرانيا، وبمجرد أن فهم أهداف أمريكا أشهر في وجهها ورقة التأهب النووي، مدركا خطورة الوضع والمصير الذي تحيكه له أيادي الماسونية، الشيء الذي اضطر بايدن للتفاوض مع التنين الصيني وتقديم العروض المغرية مقابل التعاون بالقدر المستطاع، وأقله المشاركة في إنجاح العقوبات المفروضة على الدب الروسي حتى يرضخ ويستسلم.
الموقف الإسرائيلي من الأحداث الجارية ساعد التنين الصيني في إجراء حساباته ليكتشف بأن الدب الروسي لن ينهزم في هذه المعركة، واختار أن يستغل هذه الفرصة التاريخية التي صنعتها أيادي منافسه اللدود الغرب، ودخل اللعبة بصفة المشاهد الذكي والفعال.
اضطر صقور البنتاغون إلى استعمال ورقة الإغراء أو التهديد والضغط على دويلات من شأنها المساعدة على إنجاح خططه، لكن كيف يأمن ولاءها، وكيف له أن يقدم لها ضمانات بأن الدب الروسي ومن يواليه خفية لن ينتقموا منهم؟
هل ستكون المعركة الأخيرة للغرب؟ ذلك ما أتوقعه وأرجوه.
روسيا- أمريكا- أوكرانيا- الفوضى الخلاقة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع