مدونة د. هناء عبد الرضا رحيم الربيعي


اختيار موضوع للدراسة والبحث

هناء عبد الرضا رحيم الربيعي | Hanaa.Raheem


31/03/2019 القراءات: 3151   الملف المرفق


اختيار موضوع للدراسة والبحث
د. هناء الربيعي
من المخاضات العسيرة التي يمرّ بها الباحث مخاض البحث عن عنوان للدراسة والبحث، فإذا ما انتهت هذه المرحلة الصعبة دخل في مخاض آخر وهو مخاض الحصول على مصادر البحث والسياحة فيها، وكلامي هنا يشمل الباحث الجيّد المزوّد بثقافة تعينه على تخطّي هذه المخاضات المتكرّرة التي توصله في النهاية إلى نتيجة مرضيّة وجيّدة، أمّا من كانت أدواته المعرفيّة قاصرة منذ البداية فمن وجهة نظري أنّه لن يكون قادراً على مواصلة السير في هذا الطريق إلا بمعونة الآخرين الذين قد يرفعون عن كاهله الكثير من مهامّة البحثيّة وهذه صورة غير صحيحة في ميدان العلم، وغالباً ما يتحمّل هذا الوزر الأستاذ الذي يشرف على هكذا طالب لأنّه معرّض للمساءلة عن مستوى الطالب، وعن انجازاته البحثيّة، وقد يتعاطف إنسانيّاً مع الطالب المقصّر في أحيان ممّا يعرّضه لتحمّل مسؤولية هذا التعاطف، والسؤال الذي نودّ طرحه في هذا المقال -على عجالة- لنجيب عليه لاحقاً: ( كيف يتسنّى لمنْ ينطبق عليه وصف (باحث) الحصول على موضوع جيّد للبحث ؟ )، والاجابة ستكون من خلال تجربتنا في العمل الأكاديميّ والبحث العلميّ، وهي -ربّما- تكون نافعة لمن يبحث عن إجابة في هذا المضمار، وسأوجز الاجابة بنقاط منفصلة تحقيقاً للمنفعة.
- أوّلاً: ينبغي أن يتهيّأ الباحث نفسيّاً للحصول على موضوع تتحقّق من خلاله منفعة علميّة وأكاديميّة، فبعض الباحثين يضطرب ما بين التفكير في الموضوع، والفترة الزمنيّة التي تحاصره، ومقارنة نفسه بالآخرين من الزملاء في محيط الدراسة، فهذا سجّل موضوعه، وذاك بدأ بالكتابة، وآخر انهى فصله الأوّل، فكل هذه الأمور عوامل تصيب الباحث بالتوتر النفسيّ الذي يؤثر على قضيّة اختياره للموضوع ممّا قد يؤثر على قراراته فتكون مستعجلة وغير مدروسة متناسياً أنّ التوفيق من الله سبحانه وتعالى فلا يعني حصول الآخرين على موضوعات أنّهم سينجزون قبله، أو أن تكون قيمة ما ينجزون أفضل ممّا سينجزه.
فضلاً عن أنّ الاختيار المستعجل قد يوقعه في إرباكات وإشكالات لاحقاً، من حيث: سطحيّة الموضوع، أو أن يكون مدروساً في محيطه الأكاديميّ، أو قد يكون غير متناسب مع مراحل التطوّر العلميّ فيكون تقليديّاً سبق بدراسات كثيرة استوفت كلّ جوانبه فلا يكون له جهد يذكر فيه.
ومن هنا ينبغي أن يهيّأ الباحث نفسه لاختيار النتيجة الي يروم الوصول إليها من خلال بحثه، وعلى هذا الأساس يستدعي الموضوعات التي تتلاءم مع هدفه والنتيجة التي يرومها.
- ثانياً: القراءة المستفيضة لكتب ومؤلّفات في الاختصاص الذي يريد البحث فيه، ومن هنا ينبغي أن يقرأ هذه المؤلّفات قراءة دقيقة ويسجّل هوامشه على الكتاب وملاحظاته التي قد تفتح له آفاقاً في الموضوع، أمّا أفكاره فيما يخصّ العنوانات المقترحة فيسجّلها في دفتر مستقلّ يضعه لهذا الشأن ويكون مرافقاً له في رحلته البحثيّة الآنيّة والأكاديميّة اللاحقة.
- ثالثاً: تصفية الموضوعات المقترحة التي كتبها من خلال البحث عن كلّ موضوع على حده من حيث المؤلّفات التي كتبت فيه أو البحوث التي تطرّقت له، وجمع عناوين لمصادر تتعلّق بكلّ موضوع.
- رابعاً: النظر إلى هذه الموضوعات من قبل الباحث والاختيار من بينها أيّهم أقرب إلى نفسه، وانطباعه عن مدى قدرته على تحقيق إنجاز فيها أكثر من غيرها.
- خامساً: إستشارة ذوي الشأن من: الأستاذ المشرف، والأساتذة الاختصاص في محيط الباحث الأكاديميّ، ومن كانت لديه قدرة على إفادته بتوجيه أو معلومة في هذا الشأن، والابتعاد عن أصحاب الطاقة السلبيّة الذين يحاولون تثبيط جهده في الموضوع أو التقليل من شأنه وأولئك معروفون، فسمعة منْ تستشير هي منْ تحدّد توجّهك له لطلب المشورة.
- سادساً: بعد تحقيق قناعتك التامّة في الموضوع قم بتسجيل الموضوع بشكل رسميّ كي تمن جهدك الذي بذلته في هذه الخطوات المتلاحقة، وتحافظ عليه من سارقي الأفكار والموضوعات.
مع رجائي من الله لكم دوام بالتوفيق.


موضوع بحث، دراسة، اختيار


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع