الجماال الانثوي عند الصوفية
هيبة بوربعين | wahiba bourabaine
16/10/2020 القراءات: 3050
إنّ الكلام عن الجمال يجرّنا إلى المعرفة الذوقية ؛ فالجمال ندركه بالحدس ونختبره بالممارسة، ويرتبط الجمال بالجلال الذي هو مظهر من مظاهر الجمال أيضًا في صورة من صور تجلّيه. ولعل الذين أفردوا لموضوع الجمال نصيبًا من الدراسة والاهتمام هم المتصوفة الذين يدخل في مجال اهتمامهم؛ لأنه موضوع حدسي يتمّ التعرّف عليه بمنهج عرفاني. فقد تناول المتصوفة الجمال ، فرأوا أن الجمال في آيات الله الطبيعية وفي مخلوقاته، ولذلك تمثّلوا ذلك وطلبوه في المحبة، وتوسّموه من خلال الجمال الأنثوي والغزل الصوفي، كمنطلق لحقيقة الجمال المطلقة. وبشكل مثير وبادخ، تنكشف الأنثى في حقل الكتابة الصوفية كذات حالمة، وحلم مشخص، ينكشف جوهر التجربة التي لا تؤخذ من الأوراق وإنما هي وجدان وأشواق كما قال ابن عجيبة الحسني عن فتنة العري، وسحر التستر، يقف الدارس حائرا مندهشا أمام حضور المرأة في الديوان الصوفي فلا يملك إلا أن يلبس العري كساء الرمز، ويجرد السحر من لباسه ليعود إلى مجاله حيث جمال المعبد وجلال المعبود. الورقة تحاول مقاربة موضوع التصوف من منظور جمالي، حيث المغايرة تصنع لحظتها الفاتنة في مساقات الإبداع المستوعب و المتجاوز في آن.
الجماال ، التصوف، الجسد
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع